المرأة الحامل وكوفيد 19

19المرأة الحامل وكوفيد

فيروس كورونا يندرج ضمن الفيروسات سريعة التحور وحتى الانتشار ويختص كل متحور بجملة من الخاصيات والمخاطرة الخاصة به والتي تميزه عن باقي المتحورات وينتقل هذا الفيروس أساسا عن طريق رذاذ اللعاب عند الحديث أو السعال أو العطس كما يمكن أن ينتقل أيضا من خلال ملامسة أشخاص أو أجسام عليها الفيروس وتتفاوت خطورة هذا المرض من شخص لآخر بالنظر إلى عدة عوامل وبالنسبة للمرأة الحامل هناك بعض الخصوصية التي تجعلها عرضة أكثر إلى حدوث تعكرات ومضاعفات تؤثر على صحتها وعلى صحة الجنين في حال الإصابة بفيروس كورونا لأن المرأة خلال الحمل تندرج ضمن الفئات الهشة سريعي التأثر بالفيروس مثل كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.

تكون الأعراض التي تظهر على المرأة الحامل شبيه بالأعراض التي تظهر على الأشخاص العاديين عند الإصابة بالفيروس وتتمثل هذه الأعراض أساسا في :

• ارتفاع درجة حرارة الجسم
• السعال
• آلام الرأس
• الفشلة
• نقص في كمية الأكسجين في الجسم

تكون المرأة الحاملة عند الإصابة بفيروس كورونا معرضة أكثر من غيرها لحدوث المضاعفات ويعود هذا بالأساس إلى تغير في بعض خاصيات المناعة لدى المرأة خلال الحمل إذ يوجد بالجسم نوع من الخلايا الدفاعية التي يطلق عليها Natural killer والتي تنتمي إلى مجموعة الكريات البيضاء وتضطلع بوظيفة قتل الخلايا السرطانية والخلايا المتأثرة بالفيروسات، لكن هذه الخلايا تقل نسبتها في جسم المرأة الحامل مما يجعل الجسم غير قادر على مقاومة الفيروس بصورة عادية.

في حال إصابة المرأة الحامل بفيروس كورونا يمكن أن تصاب بتعكرات تكون حادة خاصة خلال الثلاثي الثاني والثالث من الحمل وتشير الدراسات إلى أن المرأة الحامل المصابة بفيروس كورونا معرضة أكثر من 22 مرة للوفاة مقارنة بالمرأة الحامل العادية وفي بعض الدراسات التي أقيمت في الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية تبين أنه على عكس ما جرت العادة فمنذ أن كان السبب الرئيسي للوفاة عند الحوامل هو النزيف أصبح الآن السبب الرئيسي هو فيروس كورونا هذا ويرفع الفيروس بدوره من خطر حدوث النزيف خلال الأشهر الأخيرة من الحمل أو خلال الولادة ، وتكون المرأة الحامل معرضة أيضا لخطر تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم والإصابة بسكري الحمل الذي لديه مخاطره الخاصة كالولادة المبكرة ومشاكل السمنة عند الجنين وتأخر نضج رئة الجنين إضافة إلى ارتفاع خطر الإقامة بالعناية المركزة.

على عكس بعض الفيروسات الأخرى لا يتسبب كوفيد 19 في حدوث تشوهات لدى الجنين كما أن فيروس كورونا لا ينتقل من المرأة إلى الجنين إلا في حالات نادرة جدا حيث يمكن أن يمر الفيروس إلى الجنين عبر الدم الموجود في الحبل السري ولكن عموما يكون تأثير الكوفيد على الجنين تأثيرها غير مباشر يكون مصدره الالتهابات التي تحصل على مستوى المشيمة عند إصابة المرأة بالفيروس وتكون تأثيرات هذه الالتهابات على الجنين بحيث يمكن أن تؤدي إلى الولادة المبكرة وإلى إيواء الرضع بأقسام الإنعاش وإلى عدم اكتمال نمو الدماغ مما يمكن أن ينتج عنه إعاقة ذهنية. ويذكر أن الدراسات تؤكد أن الحامل المصابة بفيروس كورنا معرضة بنسبة 25 بالمائة إلى الولادة المبكرة وفي حال كانت أعراض الفيروس حادة يمكن أن تصل هذه النسبة إلى 60 بالمائة.

يجب على النساء الحوامل بمجرد الشعور بأعراض فيروس كورونا الاتصال مباشرة بالمختص الذي سيقوم أولا بالبحث عن علامة الخطر كارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 39 درجة مئوية أو شعور المرأة الحامل بفشلة كبيرة ودوار وإذا كانت الأعراض خفيفة يمكن أن يصف لها المختص بعض الأدوية كالمكملات الغذائية من فيتامينات وزنك مع وصف بعض أدوية الباراسيتامول للتخفيض من درجة حرارة الجسم أما بالنسبة للمضادات البكتيرية يمنع نهائيا استعمالهم بصورة تلقائية بل يجب استشارة الطبيب الذي يقوم بالتأكد إذ كانت هناك عدوى بكتيرية بالجسم إلى جانب الفيروس أم لا وعلى هذا الأساس يتم وصف هذه الأدوية وعادة ما تتحسن حالة المرأة بمرور عشرة أيام ويمكن أن تعود إثرها إلى حياتها الطبيعية. وبالنسبة للنساء اللواتي ظهرت عليهن أعراض حادة كانخفاض نسبة الأكسجين في الدم يجب أن يتم وضعهم تحت المراقبة الطبية بالمستشفى أين يتم تقديم الأكسجين وبعض أدوية الكورتيكوييد ويمكن أن يتم وضعهن تحت العناية المركزة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.