الفرق بين الطبيب النفسي و الاخصائي النفسي ودواعي زيارة كل منهما

04/12/2023   الصحة النفسية   1184  
السيدة امينة بورراش

الفرق بين الطبيب النفسي و الاخصائي النفسي ودواعي زيارة كل منهما


يعاني الكثير من الناس من الخلط بين مهنة كل من الأخصائي النفسي (psychologue) والطبيب النفسي (psychiatre) فلا يعرفون أين يتجهون لطلب المساعدة النفسية، وقد ينتهي بهم الأمر إلى تصغير
مشكلتهم من طرف الأصدقاء والأقارب. وكثيرا ما يسمعون "إنه ضعف في الإيمان، عليك بتلاوة القرآن" أو المشورة عليهم بزيارة مدرب في التنمية البشرية.

لازال الكثير منا لا يؤمنون بأن هناك، إضافة إلى الأمراض النفسية، معاناتٍ ومشاكلَ نفسية يعيشها البعض. بينما هناك مَنْ يحاول البحث في محيطه عمَّن يسانده لزيارة الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي.

فما هو الفرق بين الأخصائي النفسي و الطبيب النفسي ؟ وما هي الدواعي لزيارة كل منهما؟

يهتم كل من الأخصائي النفسي (psychologue) والطبيب النفسي (psychiatre)بالصحة والسلامة النفسية للأفراد الذين يقومون بزيارتهم. فما هي نقاط الاختلاف بين المهنتين؟

  • أولا: التحصيل الدراسي : بعد الحصول على شهادة البكالوريا، ولكي يحصل الطبيب النفسي (psychiatre) على دبلومه، يدرس الطب العام ثم تخصص الطب النفسي في كلية الطب وينجح في اجتياز امتحاناته و بالموازاة مع ذلك يكون متدربا في المركز الاستشفائي الجامعي (CHU) حيث يطلب منه أيضا النجاح في التدريب (la validation des stages). أما بالنسبة للأخصائي النفسي (psychologue) بعد الحصول على شهادة البكالوريا ولكي يحصل على دبلومه، وجب عليه أولا أن يدرس علم النفس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ليحصل على الإجازة (licence) في علم النفس ثم بعد ذلك يدرس الماستر لمدة سنتين و يجتاز امتحاناته و بالموازاة مع ذلك يكون متدربا في مستشفى عمومي أو جمعية معترف بها من طرف الدولة حيث يطلب منه أيضا النجاح في التدريب.
  • ثانيا العلاجات المقترحة : يستقبل الطبيب النفسي المراهقين والراشدين ويعمل على تشخيص المرض النفسي أو العقلي وتقديم الحلول الممكنة والمناسبة للمريض (أو النائب الشرعي في حالة المرض الذهاني)، وتتجلى هذه الحلول في وصف الدواء أو اتباع علاج معين مع الطبيب نفسه، وقد يقوم بتوجيهه عند الأخصائي النفسي من أجل المرافقة النفسية… أما بالنسبة للمرض النفسي أو العقلي عند الأطفال فيكون من اختصاص الطبيب النفسي للأطفال (pédopsychiatre). أما فيما يخص الأخصائي النفسي، فيتجلى عمله في المرافقة النفسية الملائمة للشخص من أجل الحد أو النقص من معاناة هذا الأخير. يعمل الأخصائي النفسي مع كل الفئات العمرية: أطفال، مراهقون وراشدون. يمكن للأخصائي النفسي أن يستقبل الطفل الذي يعاني من مشاكل في المدرسة : خوف من المعلم، خوف من التلاميذ (التنمر)، مشاكل في التعلم(اضطرابات أو صعوبات التعلم). ويعاني كذلك من مشاكل في البيت: مشاكل أسرية (خوف من الظلام، مشكل التبول اللاإرادي، طلاق، عنف…) و فيما يخص عمله مع المراهق فيتجلى في الاستماع لمشاكله ومعاناته (في البيت أو المؤسسة التعليمية) ومرافقته نفسيا وكذلك نفس الشيء بالنسبة للراشدين الذين يعانون نفسيا بصمت (اكتئاب قلق، فوبيا، وسواس،...). ويقوم الأخصائي النفسي بدوره أيضا بتوجيه الشخص عند الطبيب النفسي حينما تستدعي حالته العلاج الدوائي.
  • ثالثا في بعض العلاجات: مثل العلاج المعرفي السلوكي، علاج الإدمان، علاج المشاكل الجنسية قد يستفيد كل من الطبيب النفسي والاخصائي النفسي من تكوينات مشتركة،la thérapie des schémas، .... و يستطيع الأخصائي النفسي تقديم المرافقة النفسية العلاجية (حسب تكوينه)، كما يمكنه (حسب تكوينه) الاستعانة بمجموعة من الأدوات والاختبارات المعرفية والاسقاطية للقيام بالقياس النفسي : اختبارات الشخصية، اختبارات التوجيه، اختبار الذكاء..

أصبحت زيارة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أو كلاهما معاً ضرورة تفرض نفسها أمام تنوع وتعقد المشاكل التي يعاني منها الفرد والمجتمع والتي تعوق تقدمه ونجاحه وسعادته.

بالرغم من صعوبة أخذ القرار للذهاب لزيارة الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي، لما قد يتعرض له الشخص من انتقادات وسخرية فهناك العديد من الأفراد تحدوا هذه الأفكار والأعراف واستطاعوا زيارة أحدهما، وتغلبوا بذلك على خوفهم في سبيل التخفيف من معاناتهم.



أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery