الصيام ومرضى القلب

الصيام ومرضى القلب

توجد عدة أنواع من أمراض القلب منها ما يتطلب الصوم وفق شروط معينة يحددها الطبيب المباشر بالنظر إلى الحالة الصحية للمريض بينما توجد أمراض أخرى تمنع الصيام نهائيا إما بسبب إحتمالية حدوث مضاعفات للمريض بسبب عدم قدرة جسمه على تحمل الصوم أو بسبب الأدوية التي يستهلكها المريض والتي تؤثر عليه سلبا عند الصوم ، فبالنسبة لمرضى قصور الشرايين وضغط الدم أو عدم انتظام دقات القلب فهم مطالبون بتقسيم جرعات الأدوية التي يستهلكونها طيلة اليوم وبالتالي في حال الحصول على موافقة الطبيب المباشر للصيام يجب تقسيم الأدوية طيلة ساعات الإفطار أي خلال الإفطار وخلال السهرة وعند السحور مع التأكيد على أهمية أخذ كل جرعات الأدوية حسب وصفة المختص إلى جانب التأكيد على عدم تناول الأدوية دفعة واحدة لأنها قد تتسبب في حدوث تأثيرات جانبية على صحة المريض.

ويرى المختصون أن الأمراض المزمنة يمكن أن يصوم المصاب بها شرط الحصول على موافقة طبيبه بعد التأكد من عدم وجود أي خطر يشكله الصيام على صحة المريض ولكن في حالات خاصة يمكن أن يرفض المختص الصوم خاصة في حال كان المريض يعاني من قصور كلوي إلى جانب مرض القلب لأن عدم شرب كمية كافية من الماء يمكن أن تزيد في تعكر حالته الصحية ، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الحادة كالجلطات القلبية الجديدة فهي حالات يمنع عليها الصيام لأنه يشكل خطرا كبيرا على حالتها الصحية . وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون أدوية السيولة عليهم أولا استشارة طبيبهم المباشر والقيام بتحليل بعد حوالي ثلاثة أو أربعة أيام من بدية الصيام يتبعه تحليل آخر في منتصف شهر رمضان وإذا وجد الأخصائي المباشر أي تغيير في نتائج التحاليل قد يطلب منه وقف الصيام فورا للحفاظ على سلامتهم الصحية.

بعد الحصول على موافقة الطبيب المباشر للصيام يجب على المريض الاهتمام بنظامه الغذائي خلال ساعات الإفطار وعلى مرضى القلب إتباع حمية غذائية صحية تكون خاليا من الموالح والسكريات ذلك أن الإكثار من وضع الملح في الوجبات يمكن أن يؤدي إل تراكم الماء في الجسم الذي قد يحتبس حتى في الرئتين ويعرض المريض إلى الخطر هذا ويمنع على مرضى القلب استهلاك الحلويات بكميات كبيرة لأن أمراض القلب في غالب الأحيان تكون مصحوبة بداء السكري وبالتالي فإن استهلاك الحلويات يشكل خطرا كبيرا على هؤلاء المرضى وإلى جانب السكريات والحلويات يجب على المرضى خاصة الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسيترول في الم الابتعاد عن الأغذية المشبعة بالدهون وتجنب اعتماد طريقة القلي في إعداد الوجبات وتعويضها بطرق أخرى صحية أكثر.كما نؤكد أيضا على أهمية الحركة إلى جانب نظام الغذائي الصحي على المريض أن يقوم بالمشي لمدة نصف ساعة بعد الإفطار وهو ما سيساعد الجسم على الهضم وعلى حرق السعرات الحرارية التي اكتسبها مع التأكيد على أهمية شرب كمية كافية من الماء خاصة إذا كان المريض يستعمل أدوية مدرة للبول.

قد يصوم بعض مرضى القلب رغم تحذير طبيبهم المباشر من تبعات الصوم على وضعهم الصحي خاصة إذا كانوا يعانون من قصور قلبي أو كلوي حاد وتبدأ أعراض المضاعفات بالظهور لدى هؤلاء المرضى منذ بداية اليوم الثالث أو الرابع من الصيام حيث يشعر المريض بفشلة وإرهاق شديد إضافة إلى الشعور بالغثيان والتقيؤ وهي مؤشرات تؤكد على وجود اختلال في نسبة الأملاح في الجسم وإلى تضرر الكلى لذلك يجب على المرضى في حال الشعور بهذه الأعراض وقف الصيام فورا وزيارة طبيبهم المباشر لمراقبة وضعهم الصحي.