الصداع النصفي : أسبابه وعلاجه

الصداع النصفي : أسبابه وعلاجه

الصداع النصفي أو الشقيقة هو أحد أنواع آلام الرأس المزمنة والتي تمس مختلف الفئات العمرية ولكنها تصيب النساء أكثر مقارنة بالذكور وتعتبر الشقيقة مرضا منتشرا وتمس 10 أو 15 بالمائة من أفراد المجتمع وقد تمس الأطفال أيضا بنسبة 4 بالمائة وتكون حدة هذه الآلام من متوسطة إلى قوية وتأتي على شكل نوبات تستمر مدتها من 4 ساعات وتصل إلى ثلاثة أيام وقد ترافقها أعراض أخرى تميزها عن آلام الرأس الأخرى. كما أن الصداع النصفي له عدة أنواع فيمكن أن يكون اعتياديا أو شقيقة متزامنة مع هالة أو قد تكون شقيقه ترافقها أعراض حادة ومزعجة جدا للمريض.

تؤدي عدة عوامل إلى ظهور الشقيقة لعل أهمها العامل الوراثي كما يمكن أن تؤدي البيئة المحيطة بالشخص إلى ظهور الشقيقة كالقلق والضغط الدائمين ويؤثر العامل الهرموني بدوره على ظهور الشقيقة لذلك تكثر الإصابة بها في صفوف النساء إضافة إلى التغييرات في حجم الأوعية الدموية في الدماغ.

بينما توجد عوامل أخرى قد تثير نوبات الشقيقة لدى الأشخاص الذين يعانون منها مسبقا كاضطرابات النوم إما بسبب قلة النوم أو كثرته والتعرض إلى درجات حرارة مرتفعة لوقت طويل أو التعرض إلى الهواء البارد كذلك.

تشخيص الصداع النصفي هو تشخيص إكلينيكي يقوم به المختص لتأكيد الإصابة بالشقيقة فما يميز هذه الآلام أن النوبات يجب أن تصيب المريض بمعدل 5 نوبات في مدة أقل من 3 أشهر وأن تتموقع الآلام في النصف الأيمن أو الأيسر من الرأس كما يمكن أن يشعر المريض بالآلام وراء العينين أو يشعر بها تحيط بكامل رأسه.

تمر نوبة الصداع النصفي بأربع مراحل وهي :

• مرحلة ما قبل الصداع : لا يشعر كل المرضى بهذه الأعراض بل نسبة منهم فقط تظهر عليهم تغيرات قبل نوبة الشقيقة بيوم أو يومين فهناك من يشعر بالإمساك أو الإسهال وهناك من تزيد شهيته للأكل وتختلف هذه العلامات من شخص لآخر.
• مرحلة الهالة : يمر 25 بالمائة فقط من مرضى الشقيقة بهذه المرحلة والتي تكون على شكل هالات في الرؤية أو الحركة ومن أكثر الهالات انتشارا هي الهالات البصرية التي يشعر خلالها المرضى بتشويش في البصر وضبابية في جزء من مجال الرؤية وتدوم هذه الهالة من 5 إلى 60 دقيقة.
• مرحلة الصداع : هي مرحلة تصيب جميع المرضى ويعاني فيها المريض من آلام تتموقع في النصف الأيمن أو الأيسر من الرأس وتتراوح حدة الآلام من المتوسطة إلى القوية فالحادة وترافقها علامات أخرى كالغثيان والتقيؤ والحساسية الشديدة تجاه الضوء والأصوات.
• مرحلة ما بعد الصداع : بعد انتهاء الصداع يشعر المريض في اليومين التاليين بإرهاق وفشلة.

إذا استمرت الشقيقة ولم يتم علاجها يمكن أن تسبب عدة مضاعفات كأن تتحول إلى شقيقة مزمنة ويعاني خلالها المريض من الآلام لأيام متواصلة وهو ما سيؤثر على حياته كما يمكن أن تسبب الشقيقة حالات من الاكتئاب ويمكن أن تؤثر سلبا على حياة المريض إجتماعيا ومهنيا وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب الشقيقة لدى كبار السن حالات من الخرف ويمكن أن يصاب المرضى بجلطات دماغية نتيجة للتغيرات التي تحدث على مستوى الأوعية الدموية.

هناك نوعين من العلاج للشقيقة وهما :

• علاج النوبات : وهي مجموعة من الأدوية التي توصف للمرضى ويستعملونها خلال نوبات الشقيقة للتخفيف من حدة الأعراض.
• العلاج الوقائي : إذا تجاوز عدد النوبات 3 مرات شهريا يجب أن يأخذ المرضى العلاجات الوقائية التي ستقلل من احتمالية حدوث النوبات في فترات زمنية قصيرة وتقلل من حدة النوبات في حال حدوثها وتهدف هذه العلاجات أساسا لتحسين جودة حياة المرضى.