السكري عند الأطفال

السكري عند الأطفال

يختلف سكري الأطفال عن السكري الذي يصيب الكهول وكبار السن، ويمكن أن تظهر علامات سكري الأطفال لدى الأطفال حتى الأقل من خمس سنوات كما يمكن أن يظهر أيضا على الأطفال في بداية المراهقة، ويسمى سكري الأطفال بالسكري الصنف الأول ويعود سببه إلى مرض مناعة ذاتية يقوم فيه الجسم بمهاجمة خلايا البنكرياس التي تفقد قدرتها على العمل تدريجيا وبالتالي تتوقف عن صنع الكمية التي يحتاجها الجسم من هرمون الأنسولين ويكون هذا الهرمون مسؤول عن تعديل السكري في الجسم وعن نقله إلى باقي خلايا الجسم وفي حال تراجع هذا الهرمون ستفقد خلايا الجسم عملها تدريجيا وتتعكر حالة الطفل.

تأتي أعراض سكري الأطفال بصفة سريعة في غضون أسابيع قليلة فنلاحظ على الطفل علامات كثرة شرب الماء وكثرة البتول كما تزداد شهية الطفل وتزداد كمية الأكل التي يتناولها بينما يتراجع وزنه في المقابل ولهذا لا بد من مراقبة الطفل جيدا والتفطن لهذه العلامات وإحضاره إلى عيادة الطبيب في أقرب وقت ممكن قبل بداية حدوث تعكرات على صحته ذلك أن فقدان الجسم لكميات كبيرة من الماء عند التبول المتكرر يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجسم.

يتم تشخيص سكري الأطفال من خلال القيام بتحليل البول أو من خلال قيس السكري وإذا تجاوز 2غ في أي وقت من اليوم تتأكد إصابة الطفل بالسكري، وخلال العيادة وإثر التشخيص يتم تفسير الحالة إلى الولي وإرشاده حول كيفية التعامل مع الطفل.

لا يوجد سبب محدد وراء الإصابة بالسكري النصف الأول إلا أن الدراسات العلمية في هذا المجال قد توصلت إلى فرضيات يمكن أن تكون وراء الإصابة بسكري الأطفال من بينها إصابة الطفل بنوع من الفيروسات التي يمكن أن تنتقل إلى البنكرياس وتؤثر على خلاياه مما يؤدي إلى تراجع قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين ، كما توجد فرضيات أخرى متعلقة بالتهيئة الجينية للطفل منذ الولادة والتي تجعله معرضا أكثر من غيره للإصابة بالسكري.

يمكن أن تظهر على الطفل مضاعفات إما بسبب ارتفاع أو انخفاض السكري ومن علامات انخفاض السكري هي الرجفة والصعوبة في التكلم وهي حالة استعجالية لأنه في حال عدم إنقاذ الطفل وهو واع يمكن أن يدخل في حالة غيبوبة. ويمكن أن تظهر مضاعفات السكري كذلك لدى الكهول المصابين بالسكري النوع الأول خاصة وأن المضاعفات لا تظهر بطريقة سريعة بل إن ظهورها تدريجيا خاصة إذا كان الشخص غير منتبها إلى نظامه الغذائي وعلاجه وتشمل المضاعفات العينين والكلى والقلب وغيرها من الأعضاء التي يمكن أن تتأثر في الجسم.

إن علاج السكري من الصنف الأول هو حقن الأنسولين التي تستعمل لمدة ثلاث مرات يوميا على الأقل بعد كل وجبة، كما يجب أن ينتبه الأهل إلى النظام الغذائي للطفل والابتعاد عن السكريات سريعة الامتصاص مقابل الإكثار من تناول الطعام الصحي الغني بالخضر والغلال.