الرعاية الصحية الذاتية وآلام الرأس

الرعاية الصحية الذاتية وآلام الرأس

يكتسي مفهوم الرعاية الصحية الذاتية أهمية كبرى خاصة وأنه أول أنواع الرعاية الصحية التي يقوم بها الإنسان تجاه نفسه ويمكن بفضل القيام بها بطريقة سليمة أن يحمي نفسه من عدة أمراض بينما إذا أهملها يمكن أن يتعرض لعدة مشاكل صحية لذلك وجب الاهتمام أكثر بالرعاية الصحية الذاتية والتعريف بركائزها.

ترتكز الرعاية الصحية الذاتية على عدة نقاط مهمة وجب وضعها بعين الإعتبار وهي :

• الرعاية الذاتية الجسدية : تهتم هذه الرعاية بالجسد من خلال ممارسة التمارين الرياضية وتجنب قلة الحركة ، كما يجدر الانتباه أيضا إلى النظام الغذائي الذي نعتمده في حياتنا اليومية من خلال الابتعاد عن الوجبات السريعة الغنية بالدهون مقابل الإكثار من تناول الوجبات المتوازنة الغنية بالخضر والغلال فالغذاء الصحي من شأنه أن يجنبنا العديد من الأمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض دون أن ننسى أهمية شرب الماء بكميات كافية يوميا والحصول على قسط كاف من الراحة يوميا من خلال الحصول على ساعات نوم كافية وتجنب الإرهاق والسهر الكثير.
• الرعاية الصحية الذاتية النفسية : إلى جانب الاهتمام بسلامة أجسادنا لا بد من الاهتمام بسلامة الصحة النفسية وعدم تجاهلها أو التغاضي عنها مثلما يفعل الكثيرون ذلك أن كثرة تراكم القلق النفسي يمكن أن يؤدي إلى انتكاسات نفسية كبيرة مثل الاكتئاب كما نؤكد أيضا على أهمية التواصل وأن يعبر الفرد عما يخالجه من مشاعر ومن قلق حيث يلاحظ المختصون أن أغلب الحالات المصابة بالاكتئاب هي أشخاص قليلة التواصل ولا تعبر عن قلقها أو مشاعرها أبدا . من النقاط التي لا بد من التأكيد عليها في ما يتعلق بالرعاية الذاتية النفسية هي مسألة التعامل مع الضغط النفسي الذي يمكن أن يتراكم ويصل إلى حد لا يستطيع الجسم تحمله وبالتالي يمكن أن ينهار الفرد ويصاب بعدة أمراض نفسية .
• الرعاية الصحية الذاتية الحسية : هي الحالة التي يهتم فيها الفرد لأحاسيسه ولا يحاول ضبطها أو السيطرة عليها أو القيام بعكس ما يريد أو يشعر به فكثرة ضبط الأحاسيس والتصرف بطريقة تتعارض مع ما نشعر به يمكن أن تعرضنا في مرحلة ما إلى الانهيار النفسي.
• الرعاية الصحية الذاتية العملية :من المهم جدا الاهتمام بالحياة العملية والمهنية لكن كثرة الإهتمام بالحياة العملية مقابل إهمال باقي جوانب الحياة الأخرى كالعلاقات العائلية والصداقات يمكن أن تخلق عدة مشاكل لذلك لا بد من السعي إلى تحقيق التوازن بين مختلف جوانب حياتنا.

إن آلام الرأس هي حالة شائعة الانتشار وهي ردة فعل عادية من الجسم إذا تعرض إلى مشكل أو إلى صعوبة أو عدم توازن وبالتالي فإن آلام الرأس ليست مشكل بحد ذاته بقدر ما هي مؤشر عن وجود خلل ما بالجسم يجب علاجه ومن بين مسببات آلام الرأس التي يسهو الكثيرون عنها هي قلة شرب الماء فجفاف الجسم يؤثر سلبا على حركة الدورة الدموية وبالتالي تحدث آلام الرأس، وإضافة لهذا يمكن أن يؤثر النظام الغذائي غير السليمة الغني بالسكريات أو الموالح على آلام الرأس بما أنه يسبب خللا في كمية هذه المواد في الدم مما يؤثر على الصحة وأخيرا لا بد من التذكير بأهمية النوم والحصول على قسط كاف من الراحة وتجنب الإرهاق لأنها كلها عوامل يمكن أن تسبب آلام الرأس.

إن آلام الرأس ورغم أنها حالة عادية في أغلب الأحيان إلا أن تكرر حدوثها واستمرارها لفترات طويلة من شأنه أن يؤثر على جودة الحياة ويعيق الفرد عن ممارسة حياته بشكل طبيعي وفي هذه الحالة لا بد من زيارة الأخصائي والكشف عن المشكل مع تجنب استهلاك مسكنات الألم بشكل دوري وبكميات كبيرة لأنها يمكن أن تؤثر على الصحة العامة على المدى الطويل، كما أن آلام الرأس بشكل مستمر قد تكون مؤشر عن وجود مشكل صحي يستدعي التدخل العلاجي مثل الشقيقة مثلا وتكون آلامها قوية ونصفية وتعيق الفرد عن ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي،يمكن أن تكون آلام الرأس مؤشرا عن الإصابة بداء سكري فهبوط السكري أو صعوده بشكل كبير يمكن أن يؤثر على آلام الرأس أو يمكن أن تكون مؤشرا عن الإصابة بأمراض الحساسية ولذلك لا بد من استشارة الأخصائي للكشف عن مسببات الآلام وعلاجها نهائيا.