الجلطة القلبيّة أسبابها وكيفية تفادي وقوعها وعلاجها

15/11/2021   صحة القلب   3416  
الأستاذ زين عابدين الزبيدي محمد
الجلطة القلبيّة أسبابها وكيفية تفادي وقوعها وعلاجها

هذه التّحوّلات أثّرت على الأمراض الموجودة في المجتمع المغربي، في الماضي كانت الأمراض التّعفنيّة هي المتسبّبة في الوفيات لكن في السّنوات الأخيرة ، وحسب إحصائيّات منظّمة الصحّة العالميّة، فإنّ الأسباب المؤدّية للوفاة في المغرب بدرجة أولى هي أمراض القلب والشّرايين وذلك لتغيّر نمط العيش الّذي أصبح متمدّنا فتكاثرت الأمراض الّتي تعرّض الإنسان للأزمات القلبيّة و أمراض القلب والشّرايين.

و تشير الإحصائيّات إلى أنّ 40 بالمائة من المغربيين يدخّنون كما أنّ نسبة المصابين بالسكّري وضغط الدّم مهمّة جدّا وأيضا السّمنة وارتفاع معدّلات الدّهنيات في الجسم وذلك نتيجة الضّغط النّفسي وتغيّر نمط العيش.

وساهمت جميع هذه العوامل المذكورة في انتشار أمراض القلب والشّرايين وبالتّالي ارتفاع نسبة الوفيات. وأصبح هذا إشكال كبيرا في قطاع الصحّة العموميّة من حيث كثرة المصاريف الّتي يتطلّبها هذا القطاع.

ماهي أمراض القلب والشّرايين ؟

توجد عديد الأنواع لكنّ أخطرها الذّبحة الصّدريّة وإنسداد الشّريان الأبهر وهي ما يعبّر عنها بالجلطات القلبيّة الّتي تؤدّي للوفاة لأنّ القلب لديه نسق عمل معيّن ليحافظ على حياة الإنسان لكن عند حدوث إنسداد يمكن أن يؤدّي إلى الوفاة المفاجئة أو الذّبحة الصّدريّة أو الضعف المزمن لعمل القلب.

ويعتبر الموت المفاجئ من المضاعفات الكبيرة والّتي يعاني منها جميع سكّان دول العالم لأنّه لا يتوفّر وقت طويل لإنقاذ حياة المريض.

ماهي الأعراض والعلامات ؟

يجب أن يكون التّشخيص بالنّسبة لهذا المرض مبكّرا كما أنّ العلامات واضحة لكن الإنسان يتغاضى عنها في بعض الأحيان والّتي من أهمّها الآلام على مستوى الصّدر. و يجب أن يتعامل المريض مع هذه الآلام بجديّة خاصّة بالنّسبة للأشخاص المدخّنين والّذين يعانون من ضغط الدّم ومرض السكّري والسّمنة.

التّغاضي على ألام الصّدر، خاصّة منها غير العاديّة وغير المألوفة لدى المريض ، يؤدّي إلى مضاعفات كبيرة لأنّه عند الإصابة بذبحة صدريّة توجد فترة زمنيّة محدّدة لإنقاذ المريض فتعطيل عمليّة التّشخيص وعمليّة العلاج يقلّص من معدّل الحياة بالنّسبة للإنسان.

تكون ألام الذّبحة الصّدريّة شديدة وعند الشّعور بها يجب زيارة الطّبيب المختصّ لإجراء تخطيط القلب وعن طريق هذا التّخطيط يتمّ تحديد الحالة الصحيّة للمريض والعلاج المناسب.

العلاج

يكون العلاج حسب الحالة الصحيّة للمريض، وفي بعض الحالات يكون عن طريق الأدوية لكن في الأغلب عن طريق القسطرة.

يتمّ الدّخول للشريان الّذي يحتوي على الشّحوم والدّم المتجلّط و تصفيته وقسطرة هذا ليعود القلب للعمل من جديد بطريقة طبيعيّة وتتم العمليّة لتفادي الموت المفاجئ وضعف عمل عضلات القلب.

ضعف عضلات القلب عندما يصبح نهائيّا ومزمنا يصبح هناك مشاكل صحيّة كبرى يعاني منها المريض.

عامل الوقت مهمّ جدّا لإنقاذ حياة المريض وتفادي المضاعفات، ففي السّاعات الثّلاث الأولى عند الإصابة بالذّبحة الصّدريّة يمكن تجنيب المريض المضاعفات و بإمكانه العودة لحياته الطبيعيّة.

في الفترة الممتدّة بين 3 ساعات و 24 ساعة يمكن إنقاذ حياة المريض ولكن يمكن أن تخلّف بعض المضاعفات لذلك يجب التّعامل مع ألام الصّدر (الشعور بحرقة) بجديّة.

تقع عمليّة التّشخيص في مراكز أمراض القلب والّتي تتميّز بإمكانيّات هامّة جدّا ، لكن يجب أن يصل المريض إلى هذه المراكز في الوقت المناسب للقيام بعمليّة التّشخيص أو القسطرة . كما يجب أن تكون ظروفه الصحيّة جيّدة بأن يكون مواظبا على تناول أدويته و عند الإصابة بسكتة قلبية يتمّ تعريضه لصدمة كهربائيّة في الوقت المناسب.

ولا تتجاوز عمليّة القسطرة ما بين (10 و 15 دقيقة ) لكنّها تنقذ حياة المريض.

الوقاية

بالنّسبة للأشخاص الّذين يعانون من السكّري و ضغط الدّم والسّمنة و كثرة الدّهون في الجسم يجب أن يقوموا بالفحوصات اللاّزمة بصفة دوريّة لدى أطبّاء القلب الذين يقومون بالتّخطيط للقلب والفحص بالصّدى (échographie). والقيام بعد ذلك بالتّخطيط بمجهود (test d'effort) لتبيّن الحالات الّتي لم تظهر عليها علامات في الفحوص الأولى وهي فحوصات هامّة للتّأكّد من الحالة الّتي عليها المريض.

عند الشّعور بصعوبة القيام بأيّ مجهود (الشّعور بضيق تنفّس عند المشي والآلام ) عند صعود الدّرج أو عند القيام بمجهود في العمل يجب القيام بالفحوصات اللاّزمة لتفادي المضاعفات. و لا يجب التّهاون لتفادي توقّف القلب عن العمل الّذي يعتبر خطيرا جدّا.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery