التهابات الغدد اللعابية : أعراضها وأسبابها

15/01/2023   صحة عامة   3684  
الدكتورة فرح الهذيلي القرام

التهابات الغدد اللعابية : أعراضها وأسبابها

التهابات الغدد اللعابية : أعراضها وأسبابها

تعريف الغدد اللعابية

تقوم الغدد اللعابية بإفراز اللعاب وتكون موجودة أساسا بالرأس والرقبة وتنقسم إلى غدد رئيسية وأخرى ثانوية وتعتبر الغدة النكافية أكبر غدة وهي موجودة أمام الأذن وتنزل حتى الرقبة وتتفرع عنها مجموعة من الغدد الصغيرة التي تفرز اللعاب كل في قناتها لتتجمع هذه القنوات في قناة رئيسية تخرج من داخل الخد ويكون لعاب هذه الغدة سائلا، ونجد أيضا من بين الغدد اللعابية الرئيسية الغدة التي تكون أسفل الفكين وتوجد منها غدتين يمنى ويسرى وتفرز لعابها في قنوات فرعية تجتمع في قناة رئيسية طويلة تفتح أسفل اللسان ويكون لعابها نصف مائي نصف لزج وأخيرا توجد الغدة الموجودة أسفل اللسان والتي يكون لعابها لزجا عادة.

أهمية اللعاب

اللعاب مهم جدا نظرا لكونه يقوم بعدة أدوار فهو يحافظ على رطوبة الفم ويحميه من الجفاف وأيضا يساهم في تسهيل عملية الهضم والبلع لاحتوائها على إنزيمات تقوم بتفتيت النشويات مما يساعد على تحسين عملية الهضم، ويحتوي اللعاب أيضا على الفسفور والكالسيوم وهما عنصرين أساسيين للحفاظ على سلامة الأسنان لذلك نجد أنه عند حدوث مشاكل جفاف الفم تنجر عنها مشكلات متعلقة بصحة الأسنان وأخيرا يحتوي اللعاب على أجسام مناعية تحمي الفم بما أنه من أكثر المناطق في الجسم التي تحتوي على البكتيريا.

أمراض الغدة اللعابية
  • النكاف : هو مرض فيروسي يصيب الغدة النكافية فيؤدي إلى انتفاخها كما يمكن للمريض أن يشعر بآلام وحمى في بعض الأحيان
  • التعفنات البكتيرية: يمكن أن تؤدي التعفنات البكتيرية إلى التهاب في الغدد اللعابية مما يتسبب بأعراض تكون شبيهة بأعراض النكاف حيث نجد ارتفاعا في درجة حرارة الجسم وانتفاخا في مكان الإصابة وفشلة ويمكن عند الضغط على الغدة أن يخرج منها قيح في الفم
  • الأمراض المناعية: إن بعض الأمراض المناعية التي تؤدي إلى جفاف الفم ومن بينها متلازمة جوغرن يمكن أن تسبب في جفاف الفم مما يشكل إزعاجا كبيرا للمريض وتستدعي هذه الحالة زيارة المختص ومتابعته بصورة دورية لأنه يمكن أن تنتج هذه الحالة أوراما في الغدد اللعابية
  • الأورام : قد يتجاهل بعض المرضى ظهور كتلة تحت عظم الفك ويتخلفون عن زيارة المختص وتشخيص المرض لذلك نؤكد في حال ظهور أي كتلة زيارة الطبيب للحصول على تشخيص مبكر وبالتالي ترفيع فرص العلاج والأورام في الغدد اللعابية مختلفة حيث تكون أغلب الأورام الموجودة بالغدة النكافية هي أورام حميدة بينما يحتمل أن تكون الأورام الموجودة بالغدة أسفل الفك حميدة كما يمكن أن تكون خبيثة وتشكل أغلب الأورام التي تصيب الغدد أسفل اللسان أوراما خبيثة لذلك نؤكد على ضرورة التشخيص المبكر في حال شعور المريض بالأعراض التالية : بروز كتلة تحت عظم الفك تكون مؤلمة و منتفخة ويخرج منها دم مع صعوبة فتح الفم في مرحلة متقدمة من الإصابة. ويرفع من احتمالية الإصابة بأورام الغدد اللعابية عدة عوامل يمكن أن تكون جينية أو قد تتعلق بنظام العيش ككثرة التدخين وشرب المواد الكحولية.
  • ضيق القناة اللعابية : يمكن أن تصيب القنوات اللعابية التي تنقل اللعاب بضيق على نحو لا يتمكن فيه اللعاب من الخروج مما يؤدي إلى انتفاخ الغدة ويمكن أن يتسبب في ضيق القنوات اللعابية عدة أسباب مثل بعض الجراحات والأمراض وخاصة العلاج بالأشعة. وهناك نوع من الالتهابات الذي يصيب القنوات اللعابية لدى الأطفال خاصة وتكون على مستوى الغدة النكافية وبصورة متكررة ولكن هناك عدة طرق علاجية يمكن أن تساعد في شفاء هذه الحالة.
  • الحصى في المجاري اللعابية : تتكون الحصى في المجاري اللعابية على مر السنين بسبب تجمع الكالسيوم الذي يشكل حصوة صغيرة تستقر بالقناة اللعابية وهي حالة يتعرض لها خاصة الأشخاص المهيئين جينيا لتكوين الحصى بمختلف أعضائهم وتقوم هذه الحصى بالضغط على مجرى اللعاب فتعطي انتفاخا يزداد خاصة عند الأكل أو شرب الكحول.
التشخيص

عند زيارة المريض للمختص يقوم الطبيب بطرح جملة من الأسئلة على المريض حول تاريخ بداية الانتفاخ والأعراض المرافقة له ثم يقوم الطبيب بالفحص السريري عبر لمس االغدة المصابة ويمكن أن يصف الطبيب بعض الفحوصات الأخرى كالتشخيص بالصدى الذي يساعد على رؤية الالتهاب أو الورم أو الحصى إن وجدت ويمكن أن يكتفي الطبيب بهذه الفحوصات أن يمر إلى التصوير بالأشعة وبالسكانار ليتمكن من تحديد الإصابة لرسم خطة العلاج.

العلاج

بعد حدوث التشخيص يتم وضع خطة العلاج حسب نوع الإصابة فإذا وجدت التهابات تعفنية يتم علاجها عبر وصف مجموعة من الأدوية وتنظيف الفم جيدا وإذا كان المريض يعاني من أمراض مناعية يمكن اعتماد تقنية المنظار اللعابي للدخول عكسيا إلى مجرى اللعاب وغسله جيدا كما يمكن حقن بعض المواد كالكورتيكوييد التي تساعد في تحسين حالة المريض والتقليل من جفاف الفم. وبخصوص حالات وجود حصى بالمجاري اللعابية يتم إدخال المنظار اللعابي إلى المجرى وإخراج الغدة وفي حال كانت الحصوة بحجم كبير يتم في مرحلة أولى تفتيها إل ى قطع صغيرة ثم سحبها بالمنظار وقد ساعدت تقنية المنظار في التقليل من حالات التدخل الجراحي التقليدي الذي يمكن أن يشكل خطورة على العصب السابع لقربه من مكان الغدة.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery