التعامل النفسي مع الأطفال مرضى السكري

09/10/2023   صحة الطفل   893  
الدكتورة عفاف المنصوري

التعامل النفسي مع الأطفال مرضى السكري

التعامل النفسي مع الأطفال مرضى السكري

إن الإصابة بأي مرض مهما كان نوعه وخطورته له تأثيرات نفسية واجتماعية على الطفل وبالنسبة لداء السكري لدى الأطفال له خصوصية من ناحية تأثير المرض على الطفل فهو من جهة سيتعرض للتأثير المباشر للمرض على صحته ومن جهة أخرى سيتعرض إلى التأثير النفسي من خلال رد فعل العائلة وتعاملها معه بعد تشخيص المرض. وبما أن داء السكري هو مرض مزمن على الطفل أن يتعلم كيفية التعايش معه، ففي هذه الحالة سيكون رد فعل العائلة مهم جدا لأنها لاحقا ستلعب دورا رئيسيا في مرافقة الطفل والعناية به.

ردود فعل العائلة

وتختلف ردود أفعال العائلة باختلاف شخصياتهم وبيئتهم فيمكن أن تصاب بعض العائلات بالخوف الشديد والشعور بأن طفلهم لن يعيش حياة طبيعية وسيكون حاملا لمرض أشبه بالإعاقة الذي سيؤثر على حياته وقد يحرمه من تحقيق طموحاته وآماله وبناء على هذه الأفكار تصاب العائلة بخيبة أمل التي يمكن أن تنعكس سلبا من خلال سلوك العائلة مع الطفل فيمكن أن تصب العائلة شديدة المحافظة وأن ترسم حواجز وموانع كبيرة للطفل إعتقادا منها أنها تحميه بينما هي تؤثر عليه سلبا وتحد من حريته. وفي المقابل يمكن أن تتخذ العائلة بعد تشخيص إصابة ابنها بداء السكري سلوكا يقوم على تدليل الطفل وعدم رفض أي طلب له وتوفر له كل ما يريده وهو ما سيؤثر لاحقا على سلوكه وعلى تكوين شخصيته.

التعامل السليم مع الطفل مريض السكري

يجب على الأولياء فهم أسباب ردود أفعالهم للتعرف على الطريقة الأفضل للتعامل مع الطفل المريض بداء السكري لأن ردود الأفعال الخاطئة والأفكار المغلوطة يمكن أن تقود العائلة إلى الاكتئاب والذي ينعكس بطريقتين فإما أن تتخلى العائلة عن دورها في العناية بالطفل وتحمل في المقابل المسؤولية كاملة للأطباء وقد تطلب حتى إيواءه بالمستشفى دون وجود داع اعتقادا منها أنها أفضل طريقة للعناية بالطفل وحمايته من الخطر، وفي الحالات الأخرى قد يضغط الأولياء على الطفل ويحملونه مسؤولية العناية بنفسه ولئن بدا الأمر في ظاهره جيد فهو في الحقيقة قرار خاطئ لن يسمح للطفل بعيش طفولته والشعور بالدعم والإحاطة العائلية التي يستحقها.

مراحل تقبل الطفل والعائلة الإصابة بالسكري

سيمر الطفل بعدة مراحل قبل تقبل إصابته بداء السكري وتعلم كيفية التعايش مع هذا المرض، ففي مرحلة أولى وبعد تشخيصه بالمرض سيشعر كأنه فقد أحد وظائفه الحياتية وستكون ردة فعله الأولى متكونة من مشاعر أشبه بمشاعر الفقد وفي مرحلة ثانية ستتحول هذه المشاعر إلى غضب وشعور باللاعدل ثم سينكر المرض وسيرفض الاعتراف به قبل أن يبدأ أخيرا في تقبل وضعه الصحي تدريجيا.

وتستغرق جملة هذه المراحل وقتا لتمر ويجب أن تكون العائلة موجودة في مختلف هذه المراحل لتقدم الدعم للطفل ولسماع شكواه ومشاعره وحزنه ومساعدته على فهم أن هذه المشاعر هي خطورة ضرورية للوصول إلى مرحلة القبول والتعايش وينصح بمتابعة نفسية للطفل إذا واستغرق وقتا طويلا ولم يتقبل المرض أو أن للمرض تأثير على حياته اليومية.

هذا ويعتبر الإخوة عنصر هام في العائلة وفي مرحلة تقبل الطفل لمرضه فنجد العائلة عادة ما تصب كل اهتمامها على الطفل المريض الأمر الذي يخلق شعورا بالغيرة لدى باقي الإخوة وللتعامل السليم مع هذا المشكل لا يجب أبدا التقليل من مشاعر الإخوة أو تجاهلها بل يجب على الأب والأم تفسير أسباب الاهتمام الكبير بالأخ المريض وتفسير مرضه وكيفية التعامل معه لتجنب إصابة الإخوة لاحقا بالاكتئاب فالإحاطة بباقي الإخوة والاستماع لهم وتأييد مشاعرهم هي خطوة ضرورية أيضا للحفاظ على تماسك العائلة.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery