التدخين والانسداد الرئوي المزمن

التدخين والانسداد الرئوي المزمن

الانسداد الرئوي المزمن هو مرض خطير ومنتشر يعد ثالث سبب للوفيات في العالم، وينتج الانسداد الرئوي عادة عن الالتهاب الرئوي المزمن الذي يعد التدخين أحد أهم أسبابه وبطول مدة التدخين يحدث تغير على مستوى القصبات والرئة ويصبح بعدها الجهاز التنفسي غير قادر على إيصال الأكسجين إلى بقية أعضاء الجسم وفي المقابل يقوم بإفراز ثاني أكسيد الكربون وبالتالي يصل الإنسان إلى مرحلة يصبح فيها غير قادر على التنفس بسبب انسداد الرئة والقصبة وهو مرض مزمن لا يمكن علاجه وتضل تأثيراته على صحة الإنسان مدى الحياة لذلك ينصح دائم بتجنب التدخين والوصول إلى هذه المرحلة من المرض لأنه لا توجد أي علاجات قادرة على إعادة الجهاز التنفسي إلى حالته الطبيعية كما كان سابقا.

إن الانسداد الرئوي المزمن هو مرض يتطور بطول المدة ويمكن أن لا تظهر على المدخن في البداية أي أعراض ثم بتقدم الزمن يمكن أن يصاب بالكحة والبلغم وهما مؤشرين لا يتعاطى معهما المدخنين بطريقة جدية رغم أهميتهما وبالتالي في حال مواصلة التدخين والامتناع عن زيارة المختص يمكن أن تتطور الحالة وتتحول إلى ضيق في التنفس يصيب المريض في البداية عند القيام بمجهود بدني كبير ولكن بتقدم الوقت يمكن أن يصاب المريض بنوبات ضيق التنفس حتى عند القيام بممارسات لا تتطلب مجهودا بدنيا شديدا وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يستحق المريض لمكثفات الأكسجين للتنفس. وتجدر الإشارة إلى أن كل هذه الأعراض يمكن أن لا تظهر لدى المدخنين وذلك بسبب عامل الأرضية الوراثية التي ترفع من احتمالية ظهور هذه الأعراض لدى بعض الأشخاص بصورة أكثر حدة مقارنة بغيرهم كما نؤكد أن التدخين السلبي في حال توفر الأرضية الوراثية يمكن أن يتسبب ولو بنسب أقل في ظهور أعراض الانسداد الرئوي المزمن.

إن الانسداد الرئوي المزمن هو مرض لا يمكن علاجه بصورة نهائية وفي حال ظهورهم فإنه يضل مرافقا للمريض مدى حياته وبالتالي فإن مختلف الأدوية التي يتم تقديمها للمرضى هي أدوية للتحسين من حالة المريض وتقليل حدة تأثير المرض كأدوية توسيع القصبات الهوائية لمرور الأكسجين أو مكثفات الأكسجين لدى المرضى الذي يكونون غير قادرين على التنفس بطريقة عادية ، لذلك من الأفضل أن يتجنب الشخص إلى الوصول إلى مرحلة الانسداد الرئوي ويكون ذلك أولا عبر زيارة المختص عند ظهور أعراض الكحة والبلغم أو ضيق التنفس عند القيام بمجهود وعدم الانتظار حتى تتكاثر الأعراض وتصبح حدتها أقوى كما يجب أيضا الإقلاع عن التدخين بصورة نهائية وفي هذا الصدد يمكن للمرضى الغير قادرين على الإقلاع عن التدخين بمفردهم التوجه إلى أخصائي في علاج الإدمان لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين من خلال جلسات علاج نفسي وأيضا عن طريق بعض الأدوات المساعدة على الإقلاع عن التدخين كالمنتجات التي تعوض النيكوتين مثل لاصقة النيكوتين أو أيضا الأدوية التي يمكن أن تساعد المرضى على التخلص من إدمان التدخين.