التداوي الذاتي : هل يشكل خطورة على صحة الفرد ؟

التداوي الذاتي : هل يشكل خطورة على صحة الفرد ؟

يعتبر التطبيب أو التداوي الذاتي والتي تعني شراء الأدوية واستهلاكها دون زيارة المختص أمرا شائعا وممارسة متداولة في جميع بلدان العالم ولكن الاختلاف يكمن على مستوى الأدوية واستهلاكها فعلميا هناك مجموعة من الأدوية التي ينبغي أن لا يتم استهلاكها إلا عن طريق وصفة طبية من المختص ولكن الواقع يكشف أن هذه الأدوية رغم خطورتها إلا أنها تباع وتستهلك دون وصفات طبية وهو مكمن الخطر.

يلجأ الكثيرين إلى التداوي الذاتي نتيجة لضعف الإمكانيات المادية وهشاشة منظومة التغطية الصحية وهو ما يجنب الكثيرين الذهاب إلى المختص وبالمقابل يلجئون لاستهلاك الأدوية من تلقاء أنفسهم وحتى في هذه الحالة أي عند استعصاء إمكانية زيارة المختص ولتجنيب أنفسنا مضاعفات بعض الأدوية يجب استشارة الصيدلي ووصف الأعراض والمشكل حتى يستطيع تقديم المساعدة والنصح بدواء يمكن أن يباع دون وصفة وفعال في علاج ذلك المشكل دون أن يسبب في أضرار جانبية على المدى الطويل أم القصير، وتوجد مجموعة من الأدوية التي يمنع استهلاكها تحت أي ظرف دون استشارة الطبيب المختص وهي المضادات الحيوية فإلى جانب خطورتها على صحة الفرد في حال تناول جرعات زائدة أو لفترات طويلة دون مراقبة الطبيب فإن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد يخلف على المدى الطويل مناعة للجسم من هذه المضادات وبالتالي تفقد المضادات الحيوية فعاليتها وقدرتها على علاج الفرد هذا إلى جانب الترفيع من خطورة الإصابة بأمراض جرثومية بالمسالك البولية..

ومن مخاطر المضادات الحيوية نذكر أنها قادرة على إخفاء عدة أمراض وتضليل التحاليل وبالتالي لا يمكن الكشف عنها إلا في مراحل متقدمة ونذكر من هذه الأمراض التهاب سجايا الدماغ والمصران الزائد ، إلى جانب المضادات الحيوية توجد بعض الأدوية التي من الممكن ان يخلف استهلاكها الخاطئ أمراض ضارة كالبوصفير ، كل هذا وأكثر من المخاطر الصحية تجعلنا أمام ضرورة مزيد الانتباه والحذر أثناء التداوي الذاتي لتحقيق الشفاء وتجنب الإضرار بصحتنا الجسدية.

في بعض الحالات قد يلجأ المريض إلى شراء الأدوية دون العودة إلى المختص نظرا لعدة عوامل أتينا سابقا على ذكرها ولذا من باب الحذر وتجنب أي انعكاس سلبي لهذه الأدوية يمكن للمريض إما الاتصال بالمختص هاتفيا واستشارته حول الأدوية المناسبة أو استشارة الصيدلي للحصول على نصيحة طبية ويجب التنويه أنه إلى جانب ضرورة حسن اختيار الأدوية يجب أيضا الانتباه إلى مسائل أخرى لا تقل أهمية عند التداوي الذاتي ومن ذلك نذكر وجوب الحرص على استهلاك كمية الدواء بجرعاته المناسبة لأن الإفراط في الجرعات قد يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة مع الانتباه إلى تاريخ صلاحية الأدوية كما ننبه أيضا إلى ضرورة الوعي بأن دمج مجموعة من الأدوية في آن واحد قد تكون ضارة لأن تركيبة الدواء تختلف من دواء لآخر وهناك بعض الأدوية التي يمنع استهلاكها في نفس الوقت لذا يجب ذكر إذا ما كان الفرد يتناول أدوية أخرى عند زيارة الصيدلي من أجل تجنيب نفسه الوقوع في هذا المشكل.

أولا وبالنسبة للأطفال فإن الإفراط في استعمال المضادات الحيوية يكسب الجسم مقاومة لهذه الأدوية التي تفقد فاعليتها وقدرتها العلاجية بمرور الوقت ، هذا وتسبب المضادات الحيوية كذلك عدة مشاكل صحية عند استعمالها دون وصفات طبية لمرضى الكلى فهي تسبب في حدوث التهابات حادة وفي بعض الأحيان يقلل من خصوبة المرأة والرجل كما يسبب أيضا التهاب الكبد، أما بالنسبة للنساء الحوامل فإنه يمنع منعا باتا استهلاكهم لأي مضادات حيوية وأي أدوية أخرى دون استشارة الطبيب المختص لأن مضاعفات الأدوية ستؤثر على صحة الأم والجنين أيضا.

أخيرا إن غياب الثقافة الصحية لدى عديد الأفراد من مختلف أنحاء العالم وغياب التوعية بخطورة التداوي الذاتي غير السليم هو ما يجعلنا اليوم أمام العديد من الحالات التي تعاني من مضاعفات التطبيب الذاتي وإننا إذ نؤكد على ضرورة زيارة المختص للحصول على التشخيص المناسب وبالتالي العلاج الملائم فإننا ندعو كل من يلجئ إلى التداوي الذاتي إتباع هذه الخطوات البسيطة لحماية نفسه من أي أعراض جانبية:

• الابتعاد عن استهلاك المضادات الحيوية قدر الإمكان
• استشارة الصيدلي أو المختص حتى هاتفيا قبل شراء الأدوية واستهلاكها
• تجنب التطبيب الذاتي بالنسبة للمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة
• تجنب استهلاك أدوية الكورتيكوييد لأنها رغم تسريعها في فترة العلاج إلا أن تأثيرها سلبي على صحة الفرد على المدى الطويل