التحضيرات النفسية للعودة المدرسية

14/02/2023   الصحة النفسية   1681  
الدكتورة ربيحة الشيهاني

التحضيرات النفسية للعودة المدرسية

التحضيرات النفسية للعودة المدرسية

أهمية الإستعداد النفسي للعودة المدرسية

هناك عدة عوامل تجعل العودة المدرسية مرحلة مهمة في حياة الطفل لذلك ينبغي الاستعداد لها جيدا لتتم على أحسن ما يرام وترتبط العودة المدرسية بتغير في نمط عيش الطفل منذ أن كان حرا في أوقات نومه ولعبه وأكله سيصبح مقيدا بأوقات معينة وملتزما بالحضور في حصص الدرس وهي حال سينجر عنها تغيير لذلك يجب أن يتم إعداد الطفل نفسيا إلى هذا التغيير منذ مدة زمنية قصيرة أي منذ حوالي أسبوعين من خللا تنظيم أوقات نومه خاصة وأوقات أكله ولتتم هذه العملية بسهوله يجب أن تلتزم العائلة أيضا بتغيير نمط عيشها حتى يستوعب الطفل أهمية هذا التغيير خاصة وأن العائلة بدورها سيطرأ تغيير لى حياتها عند عودة الطفل إلى المدرسة ولذلك فهي أيضا بحاجة أيضا إلى الاستعداد النفسي للعودة المدرسية.

وإلى جانب إعداد الطفل والأهل إلى العودة المدرسية من المهم جدا أيضا الحديث عن الإطار التربوي الذي يكون بحاجة بدوره إلى الاستعداد لبداية سنة دراسية جديدة وللتواصل مع تلاميذ من مختلف الفئات العمرية دون أن ننسى أيضا أهمية البيئة والبنية التحتية التي يتعلم بها الطفل لذلك يجب أن تكون المدرسة نظيفة وجاذبة للطفل لا أن تكون سيئة ومنفرة له وبالتالي عندما تكتمل كل هذه العناصر يمكن الحديث ع عودة مدرسية ناجحة للطفل ولكافة المتدخلين في العملية التربوية.

طرق الإعداد النفسي للعودة المدرسية

جميع التلاميذ من مختلف الفئات العمرية يكونون بحاجة إلى إعداد نفسي مسبق لتهيئتهم إلى العودة المدرسية ولكن بعض الفئات العمرية تكون أكثر حساسية من غيرها وتكون بحاجة إلى عناية خاصة ومن بينهم الأطفال الذين يدخلون لأول مرة إلى المدرسة أو الحضانة أو المراهقين الذي يغادرون مقاعد المدرسة ويدخلون مرحلة عمرية جديدة في المعاهد وكذلك الطلبة الذي سيدخلون الحياة الجامعية ومعترك الحياة خاصة وأن هؤلاء سيعيشون تغييرا كبيرا بسبب تنقل الكثير منهم إلى جامعات بولايات أخرى وبالتالي سيعيشون تجربة العيش لوحدهم لأول مرة والابتعاد عن العائلة وهو تغيير كبير يمكن أن ننتج عنه اضطرابات نفسية أهمها اضطراب التأقلم ويمكن أيضا لهذا التغيير الذي يعيشه مختلف الأطفال من مختلف الفئات العمرية أن يكون سببا لاكتشاف اضطرابات نفسية هي موجودة مسبقا لكن لم تسنح الفرصة بظهورها ومن ذلك الرهاب الاجتماعي أو الخوف الدراسي أو رهاب الفشل وغيرها من الاضطرابات التي نكتشفها بسبب التغيير.

كيف نهيئ الطفل للعودة المدرسية لأول مرة؟

إن الأطفال الذين سيلتحقون بمقاعد الدراسة لأول يكونون بحاجة غلى إعداد نفسي خاص وإلى عناية من طرف الأولياء لأن الطفل خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة دائما ما يكون لديه خوف من الفراق والابتعاد عن الأهل والذي يظهر جليا عند اليوم الأول لدخول المدرسة عندما يرفض الطفل الدخول وربما يصاب بنوبة ذعر وبكاء حادة لأن هذا التغيير الكبير الذي سيطرأ على نمط حياته بحاجة إلى قدرات ذهنية معينة للتأقلم معه وهذه القدرات تكون غير موجودة لدى الطفل لذلك فهو لا يعرف كيفية مواجهة قلقه ومخاوفه ويكون بحاجة إلى دعم وإعداد قبل مدة زمنية لتأهيل إلى العودة المدرسية ولعل أهم طرق الإعداد النفسي للطفل إلى العودة المدرسية هي ترغيبه في الدراسة من خلال الحديث عن أهمية التعلم وعن ما يمكن أن يكتشفه من متع عند الدخول إلى مقاعد الدراسة كلقاء أصدقاء جدد يشاركهم اهتماماتهم ويلعب معه مع الحرص دائما عن الابتعاد عن الخطاب الترهيبي الذي يجعل الطفل يعتقد أن المدرسة ستكون بمثابة عقوبة بالنسبة له.

وقد يلاحظ بعض الأولياء أن دخول أطفالهم لأول مرة إلى الحضانة المدرسية كان أسهل من اليوم الأول لدخولهم المدرسة وتفسر هذه الحالة كون فضاء الحضانة يسرع من عملية تأقلم الطفل داخله نظرا لكثرة الأنشطة به وهامش الحرية في اللعب الذي يجده الطفل ذاخل الحضانة فيعتاد سريعا على المكان ولكن في المدرسة سيكون الأمر أكثر جدية وسيتطلب منه التزاما أكبر ويمكن أن يشعر الطفل بالملل بسبب كثرة الدروس وغياب الأنشطة الموازية لذلك وجب على المتدخلين في العملية التربوية العمل أكثر على سياسات ترغب الأطفال في المدرسة والعلم والتعلم من خلال تطوير أنشطة تساعد الطفل على التأقلم مع أجواء المدرسة وتسرع اندماجه مع زملائهم وتساعده أيضا على استيعاب وفهم المعلومة بشكل سلسل.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery