الإنسداد المزمن للقصبات الهوائية والرئة

الإنسداد المزمن للقصبات الهوائية والرئة

الانسداد المزمن للقصبات الهوائية والرئة هو التهاب مزمن في بطانة القصبات الهوائية والرئة مما يؤدي تدريجيا إلى انسداد القصبات الهوائية ثم يبدأ بالانتشار تدريجيا ليؤثر على الرئة في مرحلة متقدمة وهو مرض يتكون على المدى الطويل ويمثل التدخين السبب الرئيسي وراء الإصابة به ويمكن أن يتسبب هذا المرض بتطوره في حدوث صعوبات في التنفس التي قد تؤدي إلى قصور في التنفس إذا تعكرت الحالة أكثر ويعتبر الانسداد المزمن للقصبات الهوائية والرئة آفة عالمية فهو يحتل النسبة الثالثة من حيث الوفيات عالميا.

يعتبر الانسداد المزمن في القصبات الهوائية والرئة مرضا تطوريا أي أن الإصابة تحدث نتيجة لتراكمات طويلة لذلك عادة ما يصيب كبار السن خاصة المدخنين ولعل أول أعراضه هيا السعال مع البلغم التي تظهر خاصة في الصباح وفي كثير من الحالات لا يهتم المرضى لهذه الأعراض ويتجاهلونها فتبدأ في التطور تدرجيا لتصبح ضيقا في التنفس عند القيام بأنشطة بدنية تتطلب مجهودا وبتقدم الحالة يعاني الفرد من مشاكل في التنفس حتى عند القيام بمجهودات بسيطة كالمشي وهو ما من شأنه أن يتسبب في التقليل من جودة حياة المريض وقدرته على ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية ، هذا ويمكن أن يعاني المرضى بهذا الالتهاب من أزمات تنفسية حادة تستوجب نقله على وجه السرعة إلى المستشفى ويمكن حتى أن تنتج عنها وفاة المريض.

يعتبر التدخين المسبب الرئيسي للانسداد المزمن للقصبات الهوائية والرئة بنسبة 90 بالمائة ولكن توجد أيضا عوامل أخرى ترفع من خطر الإصابة بهذا المرض كالتعرض للهواء الملوث الناتج عن الغبار أو الغازات السامة المنبعثة من مقرات العمل كالمصانع لفترات طويلة أو التدخين السلبي هذا ويوجد بعض الأشخاص المهيئين جينيا أكثر من غيرهم للإصابة بهذا الانسداد المزمن في القصبات الهوائية .

يجب الوعي أولا بأنه لا يمكن الحصول على علاج نهائي للانسداد المزمن للقصبات الهوائية بل يستهدف العلاج التخفيف من الأعراض ووقف تطور المرض لذلك غالبا ما ينصح الأطباء المرضى بالإقلاع عن التدخين في مرحلة أولى ويجب اتباع الأساليب المعترف بها علميا للمساعدة على الإقلاع عن التدخين وفي المرحلة التالية يتم وصف أدوية تحسن قدرته على التنفس عن طريق فتح جزي للقصبات الهوائية وتوجد مرحلة علاجية متقدمة هيا مرحلة العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل ليساعد العلاج الطبيعي المريض على التخلص من البلغم العالق بصدره كما يتم مساعدة المريض على القيام بحركات رياضية وتأهيله حتى يعود قادرا على القيام بالأنشطة البدنية دون الشعور بالإعياء الشديد ودون الشعور بضيق في التنفس. وفي بعض الحالات المتقدمة عندما لا يكون المريض قادرا على التنفس بصورة طبيعية لوحده يتم إعطائه مكثفا للأكسجين يتم استعماله لمدة 16 ساعة يوميا مع استعماله خلال فترة النوم من أجل تزويد الأعضاء بالكمية الكافية التي تحتاجها من الأكسجين مما يحسن من جودة حياة الفرد عموما.