آلام البطن لدى الأطفال

آلام البطن لدى الأطفال

تعتبر آلام البطن من الأمراض الشائعة لدى الأطفال ويعتبر المغص شكل من أشكال آلام البطن تعرف بأنها تصيب عادة الأطفال دون سن الستة أشهر،هذه الأوجاع قد يلاحظ الأهل أنها تأتي بشكل مستمر في نفس الوقت من كل يوم وخاصة بالليل ويتسمر الوجع لفترة تترواح بين الساعة والثلاث ساعات يكون خلالها الرضيع يبكي بشكل مستمر وإذا تكررت هذه الآلام لأكثر من ثلاث مرات في الأسبوع نتحدث في هذه الحالة عن مغص وينبغي زيارة الطبيب لتشخيص هذه الآلام وتحديد أسبابها .

لا يوجد علميا سبب واضح يعود وراء آلام البطن لدى الأطفال الرضع وإنما توجد فرضيات يحتمل أن تكون وراء هذه الآلام :

• انحباس الغازات : يمكن القول أن الجهاز الهضمي للأطفال دون الستة أشهر ليس ناضجا بالشكل الكافي الذي يساعد على طرد الغازات وبالتالي بقاء هذه الغازات داخل الأمعاء وعدم خروجها لفترة طويلة قد تسبب مغصا وآلاما للطفل
• نقص في الميكروبات النافعة : إن الميكروبات النافعة هي ميكروبات تعيش داخل أمعاء الفرد وتساعد على عمل الجهاز الهضمي وفي حال كان الطفل مولود ولادة غير طبيعية أو لم يتمكن من الحصول على حليب الأم بشكل يحقق له الاستفادة قد يعاني نقصا من هذه الميكروبات والذي يتسبب بدوره في ظهور أوجاع البطن
• آلام البطن العائدة إلى الجهاز العصبي : قد لا تكون آلام البطن لدى الأطفال مرتبطة بشكل مباشر بالجهاز الهضمي بل أحيانا تكون نتاج قلق في الجهاز العصبي كأن يكون الطفل موجود في بيئة تكثر فيها الضوضاء والضجيج بشكل لا يستطيع عقله أن يحتمله فيؤثر هذه القلق مباشرة على البطن ويسبب آلاما

يتم تشخيص أوجاع البطن عند الأطفال عن طريق القيام بفحص طبي شامل ومتكامل لتحديد وجود المغص وإذا شك المختص في وجود مشكل آخر مسبب لهذه الأوجاع خاصة في حال كانت مرفوقة بأعراض أخرى كالقيء والتأخر في النوم هنا يطلب المختص فحوصات وتحاليل أخرى لنفي الشك في وجود مرض آخر لدى الطفل هو السبب في بكائه .

هناك عدة طرق علاجية يمكن اتباعها قبل الوصول إلى الحلول الدوائية وهذه الحلول تكمن أساسا في معرفة الأهل كيفية التعامل مع الأطفال عند شعورهم بهذه الآلام ومن بين هذه الممارسات نذكر :

• وضعية الجلوس أو النوم لدى الطفل : يجب أن تكون وضعية الطفل أثناء المغص مريحة فمثلا ترك الطفل مستلق على ظهره في حالة المغص قد تضاعف من آلامه لذا الأجدر إبقاء الطفل على بطنه مع الاستمرار في تدليك البطن لتخفيف الآلام وتسهيل خروج الغازات
• نوعية التغذية : بما أن هذه الآلام تأتي للأطفال دون سن الستة أشهر فنحن نتحدث في هذه الحالة عن غذاء الطفل الوحيد وهو الحليب الذي يجب التحكم فيه أكثر ويكون هذه عن طريق تعويض حليب الطفل إن كان اصطناعي بحليب اصطناعي آخر خاص بآلام البطن أما إذا كان الرضيع لا يتغذى سوى على حليب الأم ينصح في هذه الحالة بإتباع الأم لحمية غذائية يكون أساسها الابتعاد عن كل المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الغازات بالإضافة إلى شرب الأعشاب الطبيعية بصفة مستمرة لتحسين جودة الحليب وتمرير هذه المنافع للرضيع .

تلي كل هذه الوسائل الأدوية وهناك مجموعة هامة من الأدوية التي يمكن استعمالها للرضيع كالأدوية المسكنة للآلام والأدوية المساعدة للجهاز الهضمي على التخلص من الغازات بالإضافة إلى الأدوية التي تحتوي على الميكروبات النافعة .