الالتهابات الرئوية

الالتهابات الرئوية

الالتهاب الحاد في الشعب الهوائية هو التهاب يسبب للمريض أعراضا تتمثل في ارتفاع في درجة حرارة الجسم تصاحبه رعشة وفشلة وألم في المفاصل مع الشعور بحرقة في الحلق والصدر وبحة طفيفة في الصوت ثم يبدأ السعال الجاف في مرحلة أولى ثم قد يتحول إلى سعال مصحوب ببلغم أبيض اللون.

عادة يحدث التهاب الشعب الهوائية بسبب الفيروسات في 80 بالمائة من حالات الإصابة بينما يمكن أن يكون لأسباب بكتيرية في 20 بالمائة من حالات الإصابة وأحيانا قد يبدأ الالتهاب فيروسيا ثم يتحول إلى التهاب بكتيري وفي هذه الحالة يستحق المريض إلى مضادات حيوية بصفة عاجلة بينما في باقي الحالات فلا حاجة إلى المضادات الحيوية بل إن استهلاك المضادات الحيوية عشوائيا ودون وصفة طبية قد يخلق في الجسم مقاومة للمضادات الحيوية مما يفقدها فعاليتها عند الحاجة إلى استهلاكها. ولذلك في حالات الالتهابات الفيروسية العادية يكفي أن يأخذ المريض قسطا من الراحة ليوم أو يومين مع شرب بعض الفيتامينات كالفيتامين سي وشرب السوائل الساخنة مع إمكانية شرب أدوية لخفض حرارة الجسم عند الحاجة.

يعتبر الزكام حالة شائعة تصيب أغلب الناس من مختلف الشرائح العمرية ويكثر خاصة في فصل الشتاء وتشبه أعراضه بدرجة كبيرة أعراض الالتهابات الفيروسية فيعاني المريض من الفشلة وارتفاع طفيف في حرارة الجسم مع سيلان في الأنف أو انسداده وقد يتحول الزكام أحيانا إلى التهاب فيروسي ولكنه يضل بلا خطورة على الإنسان العادي بل قد يشكل خطورة فقط على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل.

يشكل الالتهاب الرئوي خطورة على المصاب ومن أهم أعراضه الكحة التي يصاحبها بلغم بلون أصفر أو أخضر مع ارتفاع حرارة الجسم لتصل إلى 39 درجة ويعطي هذا الالتهاب ألما في الصدر وضيقا في التنفس لذلك وبمجرد الشعور بهذه الأعراض لا بد من عيادة الأخصائي الذي يطلب فحصا بالأشعة للتأكد من وجود الالتهاب الرئوي ثم يصف للمريض مضادات حيوية بشكل استعجالي وذلك لأن الالتهاب الرئوي عادة ما يكون سببه جرثومة ولذلك لا بد من تناول المضادات الحيوية لتجنب مرور الجرثومة في الدم والتسبب في مضاعفات على صحة المريض.

ويحتاج مرضى الالتهاب الرئوي إلى الراحة خلال فترة المرض وإلى استعمال أدوية تخفض من حرارة الجسم وتجدر الإشارة إلى تجنب استعمال حقن الكورتيكوييد اعتباطيا لأنها تخفض من مناعة الجسم ويمكن أن تزيد من سوء الوضع الصحي لمرضى الالتهابات الرئوية.

يصيب الزكام مختلف الأفراد ومختلف الفئات العمرية ، بينما الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية ورغم أنه قد يصيب جميع الأشخاص إلا أنه يمس خاصة أصحاب الأمراض المزمنة ومن يعانون من ضعف في الجهاز المناعي ككبار السن والأطفال والنساء الحوامل والمدخنين أيضاً.

يجب عيادة المختص إذا كان المريض يعاني من ضيق في التنفس أو ألم في الصدر وهيا حالة تستدعي عيادة المختص منذ ظهور الأعراض كما يجب زيارة الطبيب أيضاً عند استمرار الحرارة المرتفعة لأكثر من ثلاثة أيام أو إذا استمر المريض في السعال الجاف لفترة طويلة حتى بعد التعافي من التهاب الشعب الهوائية لأن السعال في هذه الحالة قد يكون علامة على وجود مشكل صحي آخر .

من أهم التدابير الوقائية هي حماية المريض لمحيطه وتجنب انتشار العدوى من خلال ارتداء الكمامة وتجنب التواجد في التجمعات والإكثار من غسل اليدين. كما يجب الحصول على غذاء متوازن لتدعيم المناعة لأن سوء التغذية يجعل الإنسان عرضة للإصابة بالأمراض. وبالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة فيجب عليهم تناول أدويتهم بانتظام وخاصة مرضى الربو لأنه غالبا ما يكفون عن استعمال الأدوية عند توقف النوبات لمدة طويلة ولكن بمجرد تغير الطقس يمكن أن يصابوا بالتهاب في الشعب الهوائية وتعود نوبات ضيق التنفس إلى الظهور.

ونذكر بضرورة عدم استعمال الأدوية عشوائيا ودون استشارة المختص ، كما نؤكد في المقابل على أهمية القيام بتلقيح الڨريب خاصة بالنسبة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة كالأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.