الاكتئاب عند المراهقين

21/12/2023   الصحة النفسية   775  
الدكتورة نوال المهذبي

الاكتئاب عند المراهقين

يروج اعتقاد خاطئ يفيد بأن المراهقين لا يمكنهم الإصابة بالاكتئاب نظرا لصغر سنهم وذلك أن الاكتئاب حسب وجهة النظر الرائجة حكرا على كبار السن فقط. إلا أن الاكتئاب حقيقة يمكن أن يصيب المراهقين وحتى الأطفال.

الأسباب

  • الأسباب الوراثية : خلال فترة المراهقة يمكن أن يظهر على المراهق علامات مرض نفسي وراثي يتمثل في تقلب المزاج أو اضطراب ثنائي القطب والذي يمكن أن يظهر في شكل حالة اكتئاب مبكر.
  • الأسباب الخارجية: إن الصدمات التي يشهدها الإنسان طيلة فترة طفولته يمكن أن تسبب له حالات اكتئاب تظهر بعد البلوغ وخلال فترة المراهقة أو بعد سن الرشد. ووتنوع صدمات الطفولة لتشمل الإهمال والعنف المعنوي أو الجسدي أو الجنسي. وتختلف طريقة التجاوب مع هذه الصدمات والتعامل معها من شخص إلى آخر.

الأعراض

تختلف أعراض الاكتئاب لدى المراهقين مقارنة بالأشخاص البالغين :

  • يمكن أن لا نلاحظ علامات الحزن على المراهق وإنما قد نلاحظ تغيرا في السلوك الذي قد يكون اضطرابا أو ميلا لاستعمال العنف تجاه الأفراد المحيطين به، ويمكن أن نلاحظ أيضا ميلا إلى المخاطرة دون التفكير في العواقب ( كقيادة السيارة بسرعة ودون رخصة سياقة، استعمال أو تجربة المخدرات، التدلي من عربات المترو…)
  • اضطرابات في النوم ويمكن أن تكون على شاكلة الإفراط في النوم وعدم القدرة على الاستيقاظ في الوقت المحدد والنوم في قاعات الدرس. أو على العكس يمكن أن يكون على شكل إرهاق و استيقاظ مبكر رغم التعب الجسدي.
  • اضطرابات في الأكل بشكليها المتضادين فإما فقدان شهية الأكل أو فرط الشهية
  • الشعور بقلة الثقة في الذات مع الإحساس المبالغ بالذنب دون سبب واضح أو مبرر.
  • عدم القدرة على التفكير والتركيز واتخاذ القرارات حتى البسيطة منها وهو ما يؤثر بصفة مباشرة على النتائج الدراسية والتحصيل العلمي.
  • آخر وليس أخيرا، أفكار الانتحار التي تبدأ في الظهور تدريجيا حتى تصبح في فترة ما الحل الوحيد المتاح.

إن خصوصية المراهقين الذين يفتقدون النضج في هذه المرحلة من حياتهم هو الاندفاع وعدم التفكير في العواقب، ولذلك يجب مراجعة الطبيب النفسي خاصة عند ظهور الأفكار الانتحارية وعدم تبسيط الأمور في هذه الحالة.

العلاج

يعتبر العلاج النفسي الخيار الأول والأكثر نجاعة في حالات الاكتئاب لدى المراهقين، حيث يمكن للطبيب النفسي أن يلعب دور المرافق والمستمع للطفل. وخلال رحلة العلاج يمكن أن يكتشف الطبيب النفسي عدة صدمات منذ الطفولة مسكوت عنها. وتعتبر حصص العلاج فرصة للحديث عنها والتخلص من الذكريات الأليمة لهذه الأحداث.

أما الخيار الثاني فهو اللجوء إلى العلاج الدوائي وهو الخيار الثاني بالنسبة للمراهقين عند استحالة تقديم العلاج النفسي أو عند تعقد الحالة. ويتمثل العلاج الدوائي في مضادات الاكتئاب التي يمكن أن تساعد المراهق على التغلب على الاكتئاب ومختلف الأعراض السابق ذكرها كما تساعده خاصة على استعادة الثقة في النفس والقدرة على التركيز.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery