الادمان على التدخين و كيفية الاقلاع عنه

الادمان على التدخين و كيفية الاقلاع عنه

يعتبر النيكوتين ثالث مادة مدمنة في العالم بعد الهروين و الكوكايين .و يعتبر النيكوتين المكون الرئيسي للتبغ و السبب الرئيسي الذي يدفع بالمدخن للادمان على التدخين ، لان النيكوتين يطلق مادة الدوبامين المسؤولة عن الشعور بالسعادة و الفرح و الاثارة فيفرز في الجسم احساسا مشابها  لتأثير للمخدرات,فبعد استهلاكه و إختفاء  تأثيره، يصبح الجسم بحاجة لجرعة آخرى منه للشعور بالإثارة مرة أخرى .

و قد اكد السيد انس لعويني اخصائي و معالج امراض نفسية و جنسية ان التدخين هو اكثر المواد التي يدمن عليها الاشخاص، و فسر لعويني ذلك بسهولة التحصل عليه لثمنهه الغير الباهض و لسهولة اقتنائه  خاصة في ظل غياب قوانين زجرية مقارنة بالعقوبات القانونية المسلطة لإستهلاك مواد مخدرة اخرى.

و شدد انس العويني على ان الخطر من ادمان التدخين يكمن خاصة في تمكن فئات عمرية هشة و غير ناضجة مثل الاطفال و المراهقين في سهولة التحصل عليها مع غياب الرقابة في هذا الموضوع مما يجعل بداية الادمان على التدخين تكون في سن ممبكرة  فيزيد ذلك من مدة الإدمان ويصعب تبعا لذلك بعده  الاقلاع عن التدخين .

و بين انس لعويني ان كل المدخنين واعون بخطورته و لكنهم غير قادرون عن الاقلاع عنه و فسر لعويني ذلك بأن المدخن غير واع بأن العلاقة التي تربطه بالسيجارة تصنف في باب الادمان

و لفهم هذه العلاقة يجب ان نفهم معنى الادمان حتى يدرك المدخن  مدى خطورة التدخين فيتخذ تبعا ذلك قرا را بالاقلاع عنه بنفسه او بمساعدة ذوي الاختصاص مع الاستعانة ببدائل النيكوتين و وسائل اقلاع انتقالية تكون اقل ضررا من التدخين تستعمل لفترة معينة بغرض الاقلاع عن التدخين.

و قد عرف لعويني الادمان على انه استعمال مادة او القيام بسلوك لشيء مضر ليس له اي فاىدة او منفعة ومع ذاك يعود المدمن لاستعماله او استهلاكه او القيام به رغم علمه بضاره فيطرح .السؤال لماذا يقوم المدمن بهذه السلوكات و لماذا يعجز عن التخلص منها

و اجاب لعويني عن هذا السؤال قائلا ان اي سلوك يقوم به الانسان يكون له دافع نفسي و عاطفي، و بالنسبة لدافع المدخن فهي المادة الإدمانيةالتي تحتويه و التي تعطي للمدخن شعورا بالانتشاء الخفيف و مضادا للتوتر  و احساسا بالسعادة. فإذا ما احس المدخن بهذه الاحاسيس و الراحة في التجربة الاولى فسيدفعه ذلك لاعادة الكرة مرات عدة و في فترات  متقاربة في الزمن حتى يصعب التخلص منها فيكون قد وقع في فخ الادمان .

للإدمان على التدخين نقطتان رئيسيتان

• اولهما ادمان على مادة النيكوتين
• .ثانيهما ادمان سلوكي ؛ يتلخص في عادة مسك السيجارة و نفث الدخان

و تبعا لذلك فهما اللذان يحددان العلاقة التي تربط المدخن بالسبجارة و لا تمكنه من التخلص منها فيصبح في تبعية تنتهي بالادمان ، خاصة و ان المدخن لا يعي بخطورة التدخين الا بعد ان يضر التدخين بصحته و ذكر لعويني ان بعضا من الاشخاص في اغلب الاحيان عندما تصل درجة الادمان لديهم لحد كبير فإنهم يفضلون الموت على الاقلاع عنه .

و لذا شدد لعويني على ضرورة الاقلاع عن التدخين مبكرا حتى لا يصبح الامرا صعبا و ثقيلا على المدخن فيستحيل عليه الاقلاع .و قد بين لعويني ان نجاح عملية الاقلاع يمر بمراحل مربوطة بعدة عوامل و مرهون خاصة بمدى الاستعداد التفسي لان اهمية اخذ القرار بالابتعاد عن التدخين هي اول خطوة في العلاج .

ينقسم قرار الاقلاع حسب لعويني لثلاثة انواع فهو اما ان يكون قرارا فوريا و حاسما الا هو الامتناع عن التدخين حالا و الى اجل غير مسمى، او الاقلاع  تدريجيا بتنقيص عدد السجائر المدخنة يوميا حتى تقلع تماما او ان تقلع بالاستعانة بالمختصين في الاقلاع عن التدخين اضافة الى الاعتماد على وسائل و طرق عديدة مثل  بدائل النيكوتين و العلاج السلوكي المعرفي و بعض مضادات الاكتئاب او الاعتماد على وسائل حديثة اثبتت نجاعتها علميا في الاقلاع عن التدخين مثل التبغ المسخن و السيجارة الاكترونية بأعتبارهم أقل ضررا حسب العديد من .الاحصائيات و الدراسات التي اكدت على فاعليتها، اذا ما اعتبرناها وسائل انتقالية تستعمل لفترة معينة بهدف الاقلاع دون استعمالها سويا مع السجائر العادية

و نصح انس لعويني بالابتعاد عن الاشياء او الاماكن التي تذكر المدخن بالسيجارة و التدخين مع السعي لاستبدال السعادة التي كان يوفرها بالتدخين بخلق بدائل اخرى للسعادة و النشوة كممارسة الرياضة و اتباع نظام غذائي صحي و البحث عن مصدر للسعادة و النشوة غير مضر بصحته دون ان يلجأ للحرمان لان الحرمان يولد شعورا بالحزن يدفع بالشخص للتخلص منه عبر البحث عن السعادة فيجده في السيجارة فيعود للتدخين .