اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة هو أحد أنواع الاكتئاب الذي يصيب المرأة ويبدأ منذ الحمل ويتواصل بعد الولادة وهو حالة شائعة جدا في صفوف النساء. ويندرج تحت هذا الاكتئاب 3 أنواع وهي الاكتئاب العابر الذي يصيب المرأة منذ اليوم الثاني بعد الولادة وصولا إلى اليوم الخامس و يتزامن ظهوره مع ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين ونزول هرمون الأستروجين والبروجستيرون ومن أعراضه شعور المرأة بالضيق، بالحساسية المفرطة وبسرعة الانفعال وتشعر أنها غير قادرة على التعامل مع المولود وغير مؤهلة للنجاح في الأمومة كما تضطرب في النوم والأكل وعادة ما تتراجع هذه الأعراض تدريجيا بعد مرور حوالي 10 أيام.

أعراضه

في بعض الحالات قد يمتد القلق الذي يلي الولادة إلى الاكتئاب ليصبح اكتئاب ما بعد الولادة وله نفس أعراض الاكتئاب والتي تتمثل في :

• فقدان شهية الأكل
• اضطرابات في النوم
• فقدان الرغبة في العلاقة الجنسية
• انعدام الشعور بالفرح
• نفور الرضيع ( عدم الرغبة في إرضاعه، حمله والاهتمام به)
• فقدان الطاقة والشغف

تطوره

يمكن أن يتطور هذا الاكتئاب وتظهر علامات الهذيان كأن تشك المرأة في أن هذا الرضيع هو إبنها أو ترغب في إنهاء حياتها أو قتل الرضيع ولهذا لا بد من محيط الأم أن يتفطن إلى حالة الأم قبل أن تصل إلى هذا الوضع.

كما يتمثل دور محيط الأم أيضا في الاستماع لقلقها ومعاناتها وعدم تتفيه ما تشعر به من قلق وحزن وعدم تحميلها أيضا ذنب الشعور بهذا القلق بل تقديم يد المساعدة لها فالدور لا بد أن يساعدها في الاهتمام ببعض الأمور الخاصة بالرضيع و العناية بالمنزل وتخفيف هذا الحمل عليها.

الذهان بعد الولادة

الذهان هو مرض نادر جدا و لكن يمكن أن يظهر ما بعد الولادة أو يأتي بسبب بعض الأمراض الأخرى لدى المرأة منذ ما قبل الولادة كالاستعداد الجيني أو أن المرأة تعاني مسبقا من الشيزوفرينيا أو اضطراب ثنائي القطب وفي هذه الحالة تزداد الأعراض و تظهر على المرأة علامات الانفصال عن الواقع والمريضة تصبح غير قادرة على تمييز الواقع وتزداد الهلوسة المتعلقة بالطفل فقد تنفي أنها متزوجة وأنها ولدت وأن هذا الرضيع إبنها وأحيانا قد تشعر بأن الرضيع إما أنه شخص عظيم جدا له شأن أو أنه كائن شرير وهي حالة خطرة قد تشكل خطرا على الطفل.

الأسباب

إلى جانب الأسباب السابق ذكرها فإن حدوث اكتئاب ما بعد الولادة أو الذهان يمكن أن يعود إلى جملة من العوامل لعل أهمها تغييرات في جسد الأم بعد الولادة كالألم في البطن أو الصدر أو الإمساك وقد تعتقد بعض النساء أنه بمجرد الولادة قد يعود جسدها إلى وزنه السابق بسرعة وهي فكرة خاطئة. كما يمكن أن تكون المرأة تعاني من مشاكل منذ ما قبل الولادة سواء على مستوى علاقتها بالزوج أو أنها تعاني من مشاكل نفسية منذ ما قبل الولادة. ويمكن للمرأة أن تكون غير مستعدة نفسيا لمرحلة الحمل والولادة.

العلاج

اكتئاب ما بعد الولادة يمكن علاجه لكنه قد يؤسس في المستقبل إلى اضطرابات المزاج أما بالنسبة لمرض الذهان 30 بالمائة من الحالات يمكن أن تتعافى و 30 بالمائة من الحالات قد يظهر لديها ثانية بعد الولادة الثانية و 30 بالمائة من الحالات قد يتطور إلى شيزوفرينيا لذا من الضروري اكتشافه مبكرا وعلاجه.

ويبدأ العلاج منذ الحمل ويمكن هنا دور الزوج في اكتشاف تغير سلوك المرأة خلال الحمل ودعم المرأة والمساعدة في إعدادها نفسيا و بعد الولادة لا بد من الاهتمام بها ومساعدتها وإذا استمرت الأعراض لا بد من عيادة طبيب نفسي الذي سيقدم نصائح للمرأة وقد يقدم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب التي من الضروري تناولها حتى تتعافى المرأة.