اضطراب ما بعد الصدمة

28/12/2022   الصحة النفسية   2300  
الدكتورة دنيا القروي

اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو مرض نفسي يتكون من مجموعة من الأعراض والاضطرابات التي تظهر على الإنسان بعد التعرض إلى صدمة ما ويمكن تسمية هذه الأعراض باضطراب الصدمة إذا تواصلت لأكثر من أربع أسابيع وكان لها تأثير سلبي على حياة الإنسان الاجتماعية والمهنية والشخصية مما يسبب له إزعاجا و ألما في بعض الأحيان.

ولا تتسبب كل الصدمات ضرورة في اضطراب ما بعد الصدمة خاصة إذا كانت صدمات عادية أي أن كل إنسان معرض لتجربتها كفشل العلاقات العاطفية أو الطلاق أو الانقطاع عن العمل بل يسبب اضطرابات ما بعد الصدمة الصدمات التي تكون عنيفة جدا كالحوادث الأليمة أو الوضعيات التي يواجه فيها الشخص خطرا على حياته مثل حالات الحرب والكوارث الطبيعية أو العمليات الإرهابية أو حالات الاغتصاب أو التعذيب وهناك بعض الأشخاص الذي يكون في إطار مهنهم معرضون إلى نوع من الصدمات بصفة متكررة كالطاقم الطبي أو رجال الإطفاء وغيرهم...

العوامل

تشير الدراسات إلى أن 30 بالمائة من الأشخاص الذين واجهوا صدمات عنيفة معرضين لعيش اضطرابات ما بعد الصدمة بينما يتمكن البقية من تجاوز هذه الصدمات دون ظهور الاضطرابات وبالتالي توجد أرضية معينة تجعل الشخص معرضا لاضطراب ما بعد الصدمة وتشمل الأرضية أولا وضعية الشخص في حد ذاته إذ توجد بعض الفئات المعرضة أكثر من غيرها للإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة كالأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية كالاكتئاب وأمراض التوتر وعدم القدرة على التحكم في الضغط أو كذلك الأطفال. ويمكن أن يكون للحادث بحد ذاته دور في مدى احتمالية حدوث اضطراب ما بعد الصدمة إذ يطور الأشخاص الذين عاشوا تجربة الاغتصاب أو التعذيب أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة أكثر من غيرهم من الصدمات.

الأعراض

يمكن للشخص بنفسه أن يشعر بظهور هذه الأعراض والتي لا تظهر عليه ولا يلاحظها محيطه الخارجي كما يمكن أيضا أن يلاحظ هذه الأعراض محيط الفرد كعائلته أو أصدقائه الذين يلاحظون تغيرا في سلوكه ومزاجه. وتتمثل هذه الأعراض في:

  • استرجاع الصدمة : أي أن يسترجع الضحايا بصورة مفاجئة شريط الأحداث التي عاشوها خلال وقوع الحدث بأدق التفاصيل ويمكنهم أن يشعروا بنفس الألم ونفس المشاعر التي واجهوها بنفس الحدة وكأنهم لازالوا في مكان الحادث. ويمكن أن تكون حالات الاسترجاع هذه تظهر بصورة مفاجئة أو تظهر كردة فعل عندما يرى المريض نفس الأشخاص الذين كانوا موجودين يوم وقوع الحادث أو أن يمر من مكان قرب الحادث كم يمكن أن تظهر حالات الاسترجاع هذه ليلا في الأحلام.
  • سلوك التجنب: بعد التعرض إلى الصدمة قد يطور الضحايا سلوكا معينا يتجنبون فيه كل ماله علاقة أو كل ما من شأنه أن يذكرهم بالحادث وهذا التجنب سيؤثر سلبا على حياة الشخص وسيشكل له إعاقة بشكل ما .
  • شدة الانفعال: نجد لدى الأشخاص الذين تعرضوا إلى صدمة سلوكا يتسم بشدة وسرعة الانفعال ويمكن أن يلاحظها الشخص في حد ذاته أو يلاحظها المقربون منه كما يمكن أن يتميز سلوكه أيضا باليقظة المفرطة ليبدوا كأنه في حالة تأهب دائما نتيجة لشعور الخوف الذي لازمه لمدة طويلة.
  • الاضطراب السلبي للمزاج: نجد لدى هؤلاء الأشخاص أعراض اكتئاب وقلق وتوتر ومشاكل في التركيز كما يمكن أن نجد أيضا اضطرابات في النوم سوى في صعوبة الدخول في النوم أو النوم المتقطع.
العلاج

يكون علاج اضطراب ما بعد الصدمة على مستويين دوائي ونفسي يركز العلاج النفسي خاصة على العلاج السلوكي والمعرفي الذي سيقوم المختص من خلاله بمحاولة تغيير السلوكات الخاطئة التي طورها المريض كسلوك التجنب مثلا كما يحاول الأطباء أيضا محاولة محو الأفكار المغلوطة التي تسيطر على عقول المرضى ومنها الشعور بالذنب ولوم الذات ويحاولون قيادتهم نحو التفكير والتحليل السليم . أما بالنسبة للجانب الدوائي فهو يركز على مضادات الاكتئاب التي ستقلل من حدة الأعراض وتؤثر على مزاج المريض ويأتي العلاجين بالتوازي بهدف التحسين من جودة حياة المريض ومساعدته على تجاوز المخلفات السلبية للصدمة، وتشير الإحصائيات أنه في حال بدأ العلاج مبكرا يمكن أن يشفى 80 بالمائة من المصابين باضطراب ما بعد الصدمة نهائيا أما في حال بداية العلاج متأخرا أو عدم الالتزام بالعلاج الدوائي يمكن أن يتأخر العلاج ويمكن حتى أن تصبح بعض الأعراض مزمنة أو تدوم لمدة طويلة جدا.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery