أضرار التّدخين على الأسنان

للتّدخين عديد المضار على الصحّة العامّة للإنسان خاصّة على الأعضاء مثل الرّئتين والحنجرة والأنف والفم والأسنان...

ويتسبّب في عديد المشاكل على مستوى الفم والأسنان تتجاوز الرّائحة الكريهة والاصفرار. من بينها التسوّس والأورام و(الرّواسب بين الأسنان  les tartres dentaires).

وبيّنت إحدى الدّراسات الإحصائية الأخيرة ,الّتي تمّ إجراؤها سنة 2016 على عيّنة من المجتمع التّونسي, أنّ حوالي 30 بالمائة من هذه العيّنة يدخّنون وهي نسبة كبيرة جدّا . كما بيّنت دراسات إحصائيّة أخرى وقع إجراؤها سنة 2017 ,على عيّنة من تلاميذ المدارس الإعداديّة, أنّ 10 بالمائة من هؤلاء التلاميذ هم من المدخّنين. وهي معطيات خطيرة تتطلّب وضع إستراتيجيّة للحدّ من هذه الظّاهرة والتّحسيس بخطورتها .

أضرار التّدخين على الفم والأسنان

من أكثر مناطق الجسم تضررا جرّاء التّدخين الفم والأسنان والشّفاه. وينجرّ عنه انبعاث الرّائحة الكريهة من الفم رغم المواظبة على التّنظيف وتكون هذه الرّائحة بسبب ترسّب مكوّنات التدخين بين الأسنان والفم وعلى مستوى الرئتين ومساهمتها في التّرفيع في معدلات البكتيريات. وعند القيام بعمليّة التنفّس تنبعث هذه الرّائحة الكريهة عن طريق الفم.

جفاف الفم

يعاني المدخّن من جفاف الفم مقارنة بغير المدخّنين , وللعاب الموجود في الفم عديد الخاصيّات الهامّة فهو مطهّر فيزيولوجيّ يساعد على التخلّص من البكتيريات الموجودة فيه خاصّة عند عدم القدرة على غسل الفم بعد الأكل أي عند تناول الطعام خارج المنزل و لوجود مناطق في الفم دقيقة لا يمكن أن تنظّفها فرشاة الأسنان وهي في حاجة للأنزيمات الموجودة في اللّعاب.

وبالنّسبة للمدخّنين تتقلّص فاعليّة و جودة اللّعاب.

تسوّس الأسنان

توجد بكتيريات في الفم تتسبّب في التسوّس نتيجة صنعها للمادّة الحامضة( acide) بسبب تناول الإنسان للسكّريّات والمعجّنات. و توجد هذه البكتيريات في الفم لدى جميع الأشخاص لكن بنسبة معتدلة لكنّ التّدخين يحدث إضطرابا في معدّلاتها وتبصح أكثر من المعدّل العادي وبذلك يصبح المدخّن أكثر عرضة للتسوّس مقارنة بالشّخص العاديّ.

ويصبح اللّعاب محدودا في فم المدخّن و أقلّ جودة. ويحدّ التّدخين من مناعة كامل الجسم والفم وبالتّالي يصبح معرّضا لتكاثر البكتيريات.

تأخّر موعد شفاء الجرح 

عند القيام باقتلاع الأسنان أو عند معالجة تسوّس الأسنان يتأخّر موعد شفاء الحالة لدى الأشخاص المدخّنين مقارنة بالأشخاص العاديّين لمحدوديّة كميّة الأكسيجين الوافدة على هذا الجرح بسبب وجوده في الفم و لوجود كميّة هامّة من البكتيريات.

ويمكن فشل عمليّة زرع الأسنان بنسبة 15بالمائة بالنسبة للمدخّنين في السنوات الخمس الأولى لعمليّة الزّرع.

الأورام 

الفم هو العضو الأوّل المعرّض للمواد المسرطنة المنبعثة من التّدخين وبالتالي فهو أكثر عرضة للإصابة بالأورام السّرطانيّة الخبيثة أو الحميدة منها

 carcinome هو من أخطر الأورام السرطانيّة العشرة الأولى في العالم ويتسبب فيه التّدخين خاصة إذا رافقه تعاطي الكحول . و يمكن أن يتسبب في حالات خطيرة أو الموت إذا لم يتمّ معالجته في الوقت المناسب.

le mélanome هو نوع من الأمراض السّرطانيّة الخطيرة و إذا لم يتمّ علاجه في الوقت المناسب يمكن أن يؤدّي إلى وفاة المريض في ظرف سنتين أو 3 سنوات.ومن العلامات الأولى للإصابة بهذا النوع من السّرطان تغيّر لون داخل الفم إلى البنّي أو البنفسجي أو ظهور اللون الأبيض على مستوى اللثّة.

ويجب التّشخيص للإطّلاع على مدى إصابة الفم بهذا النوع من السّرطان أو أنّ الحالة مجرّد التهاب على مستوى الفم أو بسبب عدم المواظبة على نظافته .

أمراض اللثّة

عند تغيّر لون اللثّة وتعرضها لسيلان الدّم سواء بصفة تلقائيّة أو عند تنظيف الفم تعتبر هذه العلامات من علامات إصابتها بالالتهاب بسبب التدخين وعدم تنظيف الفم من الرّواسب كلّ سنة .

ويكون الالتهاب نتيجة تكاثر البكتيريات بسبب محدودية اللّعاب في الفم جراء التّدخين. ويتسبّب في وجود الرّواسب تحت اللثّة و تعرية الأسنان وتحركها .

جمالية الفم والتّدخين 

يتسبب التدخين في اصفرار الأسنان والتهاب اللثة وتغيّر لونها إلى البنفسجي أو البنّي. ويعتبر نزع الرواسب هام جدّا لحماية الفم و المحافظة على جماليته لكن لا يمكن نزع مخلفات التدخين لذلك نستحق لبعض العمليات التّجميليّة مثل (blanchiment interne, les facettes dentaires) حسب نوعية الضّرر الّذي لحق الأسنان.

وبالنّسبة للثّة يمكن أن تتعرّض لpigmentation jangivale بصنعها مادّة داكنة لحماية نفسها وهو مظهر مقلق بالنّسبة لعديد الأشخاص ويمكن التخلّص منه عن طريق بعض التقنيات التجميليّة مثل "الليزر" لكن يجب الإقلاع عن التدخين لضمان نجاعة العمليّة.

ويمكن القضاء على اللّون الدّاكن على مستوى الشفاه بمجرّد الإقلاع عن التّدخين .

يجب الإقلاع عن التّدخين والوسائل المساعدة على ذلك متاحة ومتوفّرة . كما يجب توفّر عنصري الإرادة و تغيير بعض العادات و يمكن التعويل على المختصّين في هذا المجال.