حساسية الربيع والفرق بينها وبين الربو

24/05/2024   صحة عامة   649  
الدكتور رضا بن عريف

حساسية الربيع والفرق بينها وبين الربو

الربو هو مرض معروف منذ القدم ويمكن التعايش معه بسبب التطور على مستوى تشخيصه وعلاجه ولذا فإن هذا المرض أصبح لا يمثل مشكلا صحيا كبيرا طالما تم تشخيصه والتزم المريض بالعلاج. والربو هو مرض يصيب الشعيبات الهوائية المسؤولة عن نقل الهواء من الأنف إلى النسيج الرئوي ومن ثم إخراجه ويترجم على مستوى العلامات على شكل ضيق تنفس مفاجئ أو مؤقت مما يكون هاجسا للمريض ويعود ذلك إلى التضييق على مستوى القصبات الهوائية ويحدث المشكل خاصة في عملية الزفير.

الأعراض

يصاحب ضيق التنفس نوع من الصفير في الصدر مع السعال الجاف وضغط على مستوى الصدر. ولدى مريض الربو نلاحظ التهابا كبيرا على مستوى النسيج الداخلي والأعشية الداخلية مما يؤدي إلى انتفاخ في الغشاء المخاطي للقصبات وتضيق لذا يجب المريض صعوبة في عملية الزفير كما يصاحبها تصفير.

الأسباب

يشمل مرض الربو جميع الشرائح العمرية ويمكن أن تبدأ بحساسية تبدأ منذ سن الطفولة وهي ناتجة عادة عن تكرار الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية لدى الرضيع خاصة في حال لم يتلقى الطفل العلاج المناسب لها. ولهذا فعند إصابة الطفل بالبرونكيوليت يجب أن يخضع للعلاج حتى لا تتضرر أيضا القصيبات المتوسطة مما يؤدي إلى الإصابة بالربو.

من بين الأسباب الأخرى هي الحساسية الناتجة عن تلوث الهواء الذي نجد فيه الغبار وبقايا الحيوانات الأليفة خاصة لمن يقوم بتربية بعض الحيوانات في المنزل دون العناية بنظافتها وهو ما يؤدي بنسبة كبيرة إلى الحساسية لدى الأطفال.

نجد نوع من الحساسية لدى الكهول مرتبط بنسبة كبيرة بالبيئة والذي يصيب خاصة الأشخاص العاملين في المصانع الملوثة والمناجم وهذا النوع من الحساسية عادة ما يظهر في سن متأخر.

التشخيص

خلال العيادة يقوم الطبيب باستجواب المريض عما إذا وجدت عوامل وراثية أولا وثانيا يتم استجواب المريض حول بداية الأعراض وعدد النوبات السنوية من الربو. كما يتم استجواب المريض أيضا حول البيئة التي يعيش فيها والمنطقة التي يقطن فيها خاصة إذا كان قريبا من مناطق زراعية أين تكثر حبوب اللقاح التي تسبب حساسية الربو والتي تهيئ بدورها إلى الربو.

في مرحلة ثانية يقوم الطبيب بقيس وظائف التنفس عند المريض لقيس التدفق المباشر للهواء وفي حال وجود ربو سيكشف التشخيص عن نقص في تدفق الهواء.

يمكن أن ينتج الربو عن نوع من الحساسية وحتى يتمكن المختص من تحديد نوع الحساسية يتم القيام باختبار الحساسية وغالبا ما تكون الحساسية ناتجة عن الغبار وحبوب اللقاح التي تزداد حدتها في الربيع. أو حساسية بسبب بعض المواد التي يتعرض إليها المريض بسبب مهنته.

المراحل

يتم تقسيم درجات الربو إلى أربع درجات :

  • الدرجة الأولى : سعال خفيف لمرة أو مرتين أسبوعيا مع استخدام البخاخة مرة أسبوعيا تقريبا ويستحق هذا الربو إلى علاج متقطع
  • الدرجة الثانية : تسمى بضيق التنفس الثابت ويصاب المريض في هذه الحالة بالسعال مرتين أسبوعيا أو ثلاث مرات مع ظهور تصفير كما يتسحق المريض استخدام البخاخات خلال النوبة.
  • الدرجة الثالثة : تسمى بضيق التنفس الثابت المستمر أين يصاب المريض بنوبات سعال بشكل يومي تقريبا في كل ليلة ولا يرتاح إلا بعد استخدام البخاخات.
  • الدرجة الرابعة : تسمى بضيق التنفس الثابت والشديد أين يصاب المريض بشكل دوري بنوبات قوية ولا تساعده البخاخات على التحسن بل يلتجأ عادة إلى أدوية أخرى أو إلى عيادة الطبيب لعلاج النوبة.

العلاج

يتم تحديد علاج الربو بناء على مسبباته و نوع الحساسية التي يعاني منها المريض. ويعتبر العلاج الرئيسي للربو هي بخاخات الكورتيزون التي تقلل من الالتهاب والتي تجنب استخدام أدوية توسيع الشعيبات الهوائية إلا في حالات النوبات القوية.

الوقاية

بعد التعرف على أسباب الحساسية يجب التخلص من مسببات الحساسية، فمن يعاني مثلا من حساسية الغبار عليه تجنب البقاء في الأماكن الملوثة وتجنب التدخين في المنزل مع التأكيد على ضرورة تهوية المنزل وتغيير الأغطية واللحافات دوريا. أما من يعاني من حساسية حبوب اللقاح ينصح أن يتجنب التواجد في الحقول والحدائق خاصة خلال فصل الربيع. وبالنسبة لمن يعاني من حساسية تجاه بعض أنواع الأدوية لا بد له أن يذكر هذا المعطى في كل مرة يزور فيها طبيبا لتجنب استهلاك أدوية تؤدي إلى نوبات الحساسية. أما من يمتهن مهنة تعرضه إلى مواد مسببة للربو عليه أن يرتدي الكمامة في كل مرة يتعامل فيها مع هذه المواد.

هذا وتوجد وقاية أخرى وهي وقاية مناعية من خلال تلاقيح يتم القيام بها بالنسبة لحساسية الغبار وحساسية حبوب اللقاح.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery