آلام الرأس عند المرأة

28/06/2022   صحة المرأة   2748  
الدكتورة منال بن حميدان

آلام الرأس عند المرأة

آلام الرأس عند المرأة

جميعنا معرضون للإصابة بآلام في الرأس في مرحلة ما من حياتنا، و تعتبر آلام الرأس وضعية صحية دارجة في المجتمعات و تمس جميع الفئات العمرية.

و يمكن أن تكون آلام الرأس ليست مرضا في حد ذاته وإنما عارضا لمرض آخر, لذا وجب الالتجاء للطبيب للقيام بالتشخيص المناسب لمعرفة السبب وراء هذه الآلام ، غير أن 40 % فقط ممن يشتكون من آلام الرأس يذهبون للطبيب و هي تعتبر نسبة مقلقة نوعا ما لان آلام الرأس يمكن أن تخفي أمراضا خطيرة جدا .

و في هذا السياق فسرت الدكتورة منال بن حميدان طبيبة مختصة في امراض المخ والاعصاب ، ان آلام الرأس تصنف لنوعين.

  • بالنسبة للصنف الأول فنتحدث عن آلام رأس جديدة أو حديثة العهد لا تتجاوز فترة ظهورها ثلاثة أشهر والتي يجب الذهاب للطبيب للكشف عن سببها
  • اما بالنسبة للصنف الثاني فهو يتعلق بآلام الرأس المزمنة التي طالت الإصابة بها أشهرا أو سنوات و التي تكون في اغلب الاحيان ليست خطيرة ، لان 90 % منها مرتبط لسببين اساسيين و هما الشقيقة أو الصداع النصفي والصداع التوتري

و بحسب الدراسات و الاحصائيات ، فإن النساء أكثر عرضة من الرجال للتعرض لآلام الرأس بمعدل رجل على امرأتان يعانين من آلام في الرأس و يعود ذلك لسببين أساسيين؛ أولهما العامل الهرموني و ثانيهما الضغط النفسي و نمط الحياة السريع و الالتزامات العائلية و العملية المنوطة بعهدة المرأة.

بالنسبة للعامل الهرموني، وخاصة الهرمونات الانثوية ، ألا وهي البروجسترون و الاستروجين و خاصة هذا الأخير الذي يتدخل مباشرة في آلام الرأس.

وفسرت الدكتورة بن حميدان طبيبة مختصة في امراض المخ والاعصاب ، ان المرأة طيلة فترة حياتها تتعرض لتغيرات هرمونية و انخفاض في معدل الاستروجين في الدم وهو الذي يتسبب في آلام الرأس والذي يربتط عادة لفترات خاصة بالمرأة .

ينخفض الاستروجين لدى المرأة في فترات ما قبل الحيض و تبعا لذلك فإن النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي يتأثرن بهذا الانخفاض و تزداد آلامهن قبل وطيلة فترة الحيض .

غير أن في فترة الحمل مثلا ، وهي من الفترات التي تشهد كذاك خلالها المرأة تغيرات هرمونية ، ففي هذه الفترة ترتفع نسبة الاستروجين خاصة في الثلاثين الثاني و الثالث و هذا ما يقلل من آلام الرأس و حتى الصداع النصفي و الذي يسمى كذلك بالصداع الهرموني لارتباطه بمختلف التغيرات الهرمونية فإن المرأة تحس براحة نوعا ما من هذه الآلام غير أن هذا لا ينطبق على الثلاثي الاول لان معدلات الاستروجين في اول الحمل تكون مازالت منخفضة و غير متوازنة و بالتالي يمكن أن تعاني المرأة من آلام الرأس في الفترة الأولى من الحمل .

و من بين الفترات الاخرى التي نلاحظ فيها تغيرات هرمونية والتي من المحتمل أن تسبب للمرأة آلام رأس فظيعة ، هي فترة انقطاع الطمث كما وجب الاشارة كذلك الى ان استعمال موانع الحمل الهرمونية يمكن أن تسبب كذلك آلام الرأس عند المرأة .

هذا فيما يخص مختلف الأسباب الخاصة بالعامل الهرموني ، بالنسبة للعامل الثاني المتمثل في الضغط النفسي فإنه يخص أساسا الضغط النفسي و الجسدي سويا لأن الشخص يكون في حالة توتر دائم و تعب كبير والذي سيسبب تبعا لذلك آلاما في الرأس .

فالمرأة بحكم مختلف التزاماتها العائلية و العملية و المجتمعية محاطة بعوامل تجعلها تعيش في ضغط دائم على مدار اليوم و يتسبب ذلك في آلام الرأس خاصة إذا ما لم تقم بأخذ قسط من الراحة ، و أكدت دكتورة بن حميدان على أن الاسترخاء لمدة عشرين دقيقة في منتصف اليوم كاف لتخفيف الضغط النفسي و الجسدي و آلام الرأس المنجرة عنهما .

و من ناحية اخرى نبهت دكتورة بن حميدان من أن الحميات الغذائية الغير مراقبة و الغير متوازنة يمكن أن تسبب آلاما الرأس، إضافة لنقص أو زيادة ساعات النوم فهذا الاضطراب يسبب آلام كذاك، ونصحت الدكتورة بأخذ القسط الكافي من الراحة و النوم .

كما ذكرت الدكتورة التغيرات المناخية خاصة في الربيع و الخريف و اكدت على انه وجب اخذ الاحتياطات اللازمة بالنسبة للبرد و الريح والمطر لتفادي آلام الرأس و اكدت على انه وجب على الاشخاص المصابين بالحساسية مراجعة طبيبهم المباشر و المواظبة على أخذ الدواء لان احتقان الأنف الذي يسبب ضغطا في الجيوب الأنفية الذي يتسبب فيه مرض الحساسية يمكن أن يسبب آلاما في الرأس .

و بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من أوجاع في الرقبة و المفاصل فوجب عليهن زيارة الطبيب لأن الآلام المنحصرة اساسا في الرقبة بمختلف مستوياتها يمكن أن تسبب آلاما في الرأس .

وفيما يخص التدابير العلاجية ، نصحت الدكتورة منال بن حميدان طبيبة مختصة في امراض المخ و الاعصاب ان الدواء يختلف من شخص لشخص لان لكل شخص نوعية و حدة آلام خاصة به و حذرت من استعمال الدواء بصفة عشوائية لأنه قد يصبح الدواء هو السبب في اندلاع آلام الرأس و تصبح هذه الآلام مزمنة في الوقت الذي الذي لم تكن فيه هذه الآلام مزمنة في بادئ الأمر.

و بالنسبة لنوعية العلاج قالت دكتورة بن حميدة أن هناك نوعان من العلاج اولها العلاج الغير دوائي و العلاج الدوائي و ينقسم هذا الأخير بدوره لنوعان فنجد أدوية خاصة ببداية نوبة الألم و ادوية وقائية مخصصة لتفادي وقوع النوبة و الشعور بألم في الرأس.

أما في ما يخص العلاجات الغير دوائية فتتمثل أساسا في نصائح و تدابير وقائية تساعد على تفادي آلام الرأس أو تخفيفها حال ظهورها ونصحت الدكتورة بشرب كميات كبيرة من المياه و الابتعاد على المنبهات و تفادي قدر الإمكان الحواسيب و الهواتف الجوالة و سماعات الاذن و نصحت الأشخاص الذين هم مجبورون بحكم عملهم بإستعمال هذه الآلات بالابتعاد عنها لخمس دقائق في فترات العمل و التخلي عنها في فترة الراحة اليومية او الاسبوعية كما نصحت بتنظيم أوقات النوم وأخذ قسط من الراحة لمدة عشرين دقيقة يوميا في منتصف النهار.

و لتخفيف آلام الراس نصحت الدكتورة منال بن حميدان بالبقاء في مكان مظلم و هادئ لمدة معينة و عدم الخروج في الأوقات التي تشهد تغيرات مناخية شديدة مثل الحرارة أو البرد او الريح الشديدة لتفادي آلام الرأس .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery