تأثير ألام الرّأس على الصحّة النّفسيّة وصفاء الذهنيّة

ألام الرّأس هي إحساس سلبيّ ومثل أيّ إحساس بالألم يجعل صاحبه في حالة من القلق والضّغط النّفسي التي تكون متغيّرة حسب الأشخاص وحسب أليّات الدّفاع النّفسيّة. ويخيّر البعض الانعزال أو البكاء ويصل البعض إلى درجة الإرهاق والتّعب النّفسي أو الغضب فتصبح الأنشطة الجالبة للمتعة و للسّعادة منقطعة لأنّ الإنسان يصبح أكثر تركيزا على ألام رأسه و يصبح الشّخص مقصّرا في أداء واجباته العائليّة والمهنيّة (نوعيّة العمل ومحدوديّة الإنتاج) والتأثير على طاقة (الحفظ مثلا) الإنسان الّذي يشعر بالألم.

وتختلف ألام الرّأس من شخص إلى آخر حيث تكون متكرّرة لدى البعض أو مزمنة, وتمثّل عائقا كبيرا في الحياة وتجعل المريض مضطربا. وتؤثر هذه الآلام على النوم (عدم التمتع بالنوم العميق) ممّا يجعل الوضع النفسي حرجا و المزاج متعكّرا.و يتكتم البعض على هذا المرض معتبرين أنّه نقطة ضعف لا يجب البوح بها وعدم إقلاق الآخرين بهذا الألم الذّي يعتبر أمرا شخصيّا, و في هذه الحالة تغيب الحلول للاعتقاد أنّ الأمل في الشفاء مفقودا. وعند التّعافي يظلّ يتوهّم المريض هذا الألم و يستجيب العقل لهذا الإحساس بالشّعور بألم غير موجود نتيجة الخوف من الحاضر أو المستقبل لأنّ الإنسان في علاقة وطيدة بالتّفكير بمستقبله فيصبح في حالة استباق للألم حتّى و إن كانت غائبة.

هل يسبّب الصّداع الأمراض النّفسيّة ؟

الآلام الجسديّة مرتبطة بالألم النّفسي لأنّ الإحساس بالمتعة يكون ضعيفا أو منعدما. و لن تكون العاطفة الإيجابيّة هي نفسها لأنّ الألم يشتّت الذّهن و يغيب التركيز أو يكون منقوصا و بالّتالي يؤثّر الأمر على الكفاءة .و لن تكون طاقة الحفظ بالقدر الكافي مثل الشّخص العادي الذّي لا يشكو من هذا الألم .

ولن تكون للشّخص الذي يشكو من ألام الرّأس نفس الطاقة لتحليل المعلومات مع الحدّ من القدرة و طاقة الذكاء التي يتمتع بها الإنسان لأنّ القدرات الذّاتية و الذّهنية مرتبطة بالحالة الصحيّة الّتي يكون عليها , و عند الشّعور بالقلق و الاضطراب و الألم لن تكون له نفس الطاقة والكفاءة الذّهنيّة لمعالجة المشاكل الحياتيّة الّتي يعاني منها و ينعكس الأمر إنعكاسا مباشرا على جملة المهام الّتي يقوم بها الإنسان يوميّا (الدّراسة أو العمل أو المعاملات الإجتماعيّة مع العائلة و الأطفال و الأصدقاء) و المس من الكفاءة العامة مما يجعل الشخص غير راض على نفسه و المرور بمرحلة صعبة لعدم النجاح بالقدر الكافي أو المطلوب.

إذا إستمرت الآلام يمكن أن يتسبب في عديد الأمراض منها الغضب و التوتّر والدّخول في حالات مؤثرة سلبا على الأنشطة اليوميّة و في حالة استمرار هذا الوضع بأن تصبح الحياة صعبة و الإحساس بالعجز و المشاكل مع الشريك و الأصدقاء و عدم التمتع بمصادر المتعة يمكن أن يفقد الإنسان الأمل في حياته و الدخول في علامات الإكتئاب.

كيفيّة تجنّب الاضطرابات النّفسيّة

يحاول بعض الأشخاص التكتّم على شعورهم بالألم لتجنّب اهتزاز صورتهم و إظهار ضعفهم أمام الآخرين حتى مع الأشخاص المقربين و عدم الإحساس بشفقتهم و مس صورته الإجتماعيّة لذلك يقررون الصّمت والاستمرار في الشعور بالألم بمفردهم وعدم إيجاد الحلول اللاّزمة لكن من الضروري معرفة أنّ طاقة التحمّل محدودة و يمكن الانهيار في أيّة لحظة. ويخيّر أطراف آخرون التّعايش مع هذا الألم لكن طاقة التحمّل أيضا تظلّ محدودة خاصّة و أنّ الحلول موجودة,بينما ينكر البعض وجود الألم رغم أنّه لا يمكن إنكاره, و بتواصل الألم لن يقدر على الاستمرار في النكران و يمكن أن يصل للانهيار النّفسي.

من الضّروريّ البحث عن حلول للمشاكل الّتي يعاني منها الإنسان و من بينها الحلول الصحّية بالاستفسار حول الأمر على شبكة التواصل الاجتماعي و البحث عن طبيب مختصّ في معالجة هذه الآلام و من المؤكد أنّ الحلول موجودة بإجراء الفحوصات اللاّزمة و البحث عن طرق العلاج. و يجب التكلم لوصف الحالة للطّبيب والاستفسار عن العلاج المناسب.

نصائح للتّخلّص من الصّداع

يجب التعايش مع المرض وعدم القطع مع الأنشطة اليوميّة الباعثة على الأمل و السّعادة و النّجاح إلى حين الوصول إلى مرحلة الشّفاء و ذلك بالإتّصال بمختصّ في المجال و البحث عن العلاج , و يجب علي المريض التكلم و الخروج من إستراتيجيّة التشكّي و البكاء و جلب التّعاطف و هو نوع من الشّخصيّة الهستيريّة. و عند عودة الأمل يؤثر ذلك على نفسيّة المريض و يساعده على الشّفاء لذلك يجب البوح بحقيقة الألم و البحث عن الحلول الممكنة.

https://www.med.tn/sanofi

https://www.facebook.com/Sanofi.Tunisie