المراهقة المتأخّرة تهدم مؤسّسة الزّواج بهدف تجديد الشّباب

04/12/2020   1060   med.tn
هي مشاعر وممارسات تخترق حاجز السنّ والعادات والتّقاليد المتعارف حولها وتصبح محرّكا للرّجل وللمرأة على حدّ السّواء لا تعكس أحكام العمر. 

المعروف عن سنّ الأربعين أو الخمسين عاما أو أكثر أنّه سنّ الإتّزان والوقار لدى معظم الأشخاص لكن قد تجتاح البعض لأسباب ما عاطفة وأفعال الشّباب المراهقين كالرّغبة في إرتداء الملابس الشّبابيّة وإخفاء مظاهر التقدّم في السّن وربط علاقات عاطفيّة تكون في معظم الأحيان مع المراهقات والمراهقين والشّباب بهدف إقناع الذّات أنّها لا تزال في ريعان الشّباب. وعادة ما تكون هذه الممارسات والأفعال أسبابا مباشرة لهدم سقف بعض البيوت وتفكيك الأسر والعائلات تحت مفهوم المراهقة المتأخّرة.

البحث عن الحبّ المفقود ...

لم تعبّر (س.48 سنة) في يوم من الأيّام عمّا تشعر به وعمّا يخالجها, هي إمرأة تزوّجت بطريقة تقليديّة وأنجبت 4 أبناء أكبرهم لم يتجاوز السادسة والعشرين من العمر وأصغرهم في الخامسة عشر.

تقول (س) وهي أستاذة مادّة علوم تجريبيّة في أحد المعاهد " زوجي السّابق هو أحد أصدقاء والدي يكبرني ب20 عاما تمّ الإتّفاق بين العائلتين على تزويجنا وفرح واليّ بالعرض خاصّة وأنّ زوجي يحظى بمكانة إجتماعيّة ومادّيّة متميّزة, لم أجرأ على الرّفض فالفرصة كانت مغرية ولم أكن أكنّ لطليقي أيّة مشاعر ولم نمنح الفرصة لذلك كانت غايتنا الزواج و الإستقرار فحسب فهذا هو مفهومنا للزّواج فتزوّجنا بعد فترة خطوبة دامت شهران فحسب ...تزوّجته في العشرين من عمري وساعدني كثيرا على مواصلة دراستي والإلتحاق بمجال التّعليم وفي الأثناء قمت بإنجاب أطفالي وانشغلت بعملي وتربية الأبناء, ومع مرور الأيّام إكتشفت أنّ هناك ركنا مظلما في حياتي وأنّ قلبي يفتقر للعاطفة وأنّي أمضيت سنوات من عمري في إهمال لمشاعري ... حاولت البحث عن هذه المشاعر في علاقتي الزّوجيّة لكنّها لم تكن سوى علاقة باردة فزوجي دائم السّفر وعند إكتشافي أنّ الطّريق مسدود حاولت العودة إلى نفسي وأنوثتي الّتي إفتقدتها فازداد إهتمامي بمظهري وخروجي من المنزل بين الحين والأخر ".

إكتشفت محدّثتنا منذ سنوات أنّها لا تقدر على مواصلة العيش مع زوجها فاختارا الانفصال منذ 10 سنوات. وبعد فترة تعرّفت على شابّ يبلغ من العمر 25 عاما.

 وتشير (س) " مثّل هذا الخبر صدمة كبيرة لدى أبنائي ورفضوا علاقتي بصديقي الجديد إلاّ أنّني تحدّيت الجميع وقرّرت الإرتباط به فقد وجدت فيه المشاعر الّتي إفتقدتها... قرّرت الزّواج و قرّر أبنائي العيش مع والدهم وأنا أعيش منذ 7 سنوات علاقة الحبّ الّتي إفتقدتها كما تحسّنت تدريجيّا علاقتي بأبنائي".

مراهقة هادمة للأسرة

السيّد (ح.61 سنة) متقاعد من سلك الوظيفة العموميّة يقول " أصبحت علاقتي بزوجتي رتيبة منذ أن تزوّج أبنائي فقرّرت الإنفصال منذ فترة لكن تمسّك أبنائي وزوجتي بقرار عدم الإنفصال خاصّة بعد قراري الزّواج من فتاة أخرى ".

وتعود أسباب تمسّك (ح) بالطّلاق إلى رغبته في الإرتباط بفتاة جمعته بها قصّة حبّ كبيرة حيث يشير " لا أستطيع العيش من دونها ولا أعتقد أنّ علاقتي مع زوجتي يمكن أن تستمرّ رغم أنّه يسودها الإحترام المتبادل ".

وظلّت حياة (ح) رهن تطوّر ملفّ الطّلاق في المحكمة نظرا لرفض زوجته الانفصال و تمسّكها بالعلاقة الزّوجيّة بينما يحاول محدّثنا إيجاد مخرج قانونيّ لبناء حياته الجديدة.

هل المراهقة المتأخّرة حالة مرضيّة ؟

يعتبر بعض المختصّين في السّلوك الإجتماعي أنّ المراهقة المتأخّرة حالة مرضيّة لدى الرّجل حيث يمكن أن يتورّط  في علاقات غير مشروعة أو محرّمة وتكون الأسباب عدم توفّر عديد الظّروف لدى الزّوجة والّتي كان الزّوج يرغب في تلبيتها مثل الرّغبات الجنسيّة وعلى الزّوجة تغطية هذا الحرمان لقطع الطّريق على الزّوج كي لا يبحث عن تلبية هذه الحاجيات خارج المنزل

ويمكن أن يقع الزّوج من جهة في حالات الحبّ المرضي نتيجة حرمانه من والدته منذ الصّغر, ويرغب في تعويض هذا الحرمان في إحدى الشّخصيّات النّسائيّة. ومن جهة أخرى عند حصول الرّجل في حياته قبل الزّواج على التّرف العاطفي وعند فقدانه له بعد الزّواج يمكن أن يقع في المراهقة المتأخّرة. وفي جميع الأحوال هناك علاج لهذه الحالات المرضيّة.

أمّا المراهقة المتأخّرة لدى المرأة يمكن وصفها بأزمة منتصف العمر, حسب ما تشير إليه بعض الدّراسات. وتصاب بها المرأة عادة في سنّ الأربعين وتكون ناتجة عن أزمة نفسيّة نتيجة التقدّم في السنّ. وتمتزج لدى المرأة مشاعر القلق والنّدم على عدم القدرة على تحقيق بعض الأهداف . 

وتختلف التّسميات فهناك من يصف هذا الإضطراب الشّعوريّ بأزمة منتصف العمر وينعته البعض الأخر بالمراهقة المتأخّرة.

كيف يمكن التّعرّف على علامات المراهقة المتأخّرة لدى المرأة ؟

من علامات المراهقة المتأخّرة لدى المرأة حسب بعض الدّراسات الرّغبة في تغيير الشّريك والقيام بالأنشطة والهوايات ذات الصّلة بسنّ المراهقة والشّعور بأنّ الحياة الحاليّة روتينيّة والتوتّر والقلق وقلّة النّوم وقد تتطوّر الحالة إلى الرّغبة في الإنتحار


Envoyer à un ami
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery