الأمراض الجرثومية عند المرأة الحامل و أهمية الجانب الوقائي

الأمراض الجرثومية عند المرأة الحامل متعددة و منها بعض الأنواع التي يمكن علاجها علما و ان المرأة الحامل هي أكثر الفئات الحساسة مقارنة بغيرها من النساء لان الجنين يقلص  مناعتها ضد الفيروسات بما انه جسم نصفه اجنبي جزء منه من الام و الجزء الآخر من الأب

و توجد 3 أنواع من الأمراض الجرثومية المعروفة و هي:

نزلات البرد grippe

نزلات البرد  grippe بالمفهوم العام لكن هذا الفيروس يحمل عديد التصنيفات A.B.C... و هذه التصنيفات تحتوي بدورها على تصنيفات أخرى  و توجد فيها عشرات الأنواع التي يمكن أن تصيب الإنسان
و من علاماته آثار عامة منها ارتفاع درجات الحرارة و السعال و الشعور بالإرهاق و الام الرأس و يستغرق المريض مدة 10 أيام على الأقل للشفاء
و من تأثيرات هذا المرض على الحامل عند تعكر الحالة يستوجب الاقامة في الإنعاش و التنفس الاصطناعي و قد يؤدي في بعض الحالات إلى الموت سيما اذا كانت الام تشكو من بعض الأمراض كضيق التنفس و أمراض القلب و الكلى ... و يكون  لهذا الفيروس تأثير على صحة الحامل و يساهم في تعكير هذه الأمراض

اما بالنسبة إلى الجنين فيمكن أن يؤدي ال grippe  إلى الإجهاض خاصة في الأشهر الأولى من الحمل اما في الأشهر المتقدمة فيمكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين أو الولادة المبكرة لذلك على المرأة الحامل المحافظة على صحتها و تفادي الاختلاط بالاشخاص حاملي فيروس الgrippe  و غسل اليدين بالماء و الصابون عديد المرات في اليوم

و على الحامل تناول المكملات الغذائية المساعدة على التصدي للمرض و الغنية بالحديد و الزنك و تجنبها  فقر الدم   و هو ما يساعدها على الشفاء العاجل من المرض دون الوقوع في مضاعفات  بالإضافة إلى ضرورة توعية الحامل بمخاطر هذا المرض من طرف الطبيب المباشر و القيام بالتلاقيح اللازمة للوقاية من الgrippe و هو ما يخول لها بعد 15 يوم تكوين مضادتها الحيوية التي تحميها منه و تحمي جنينها ايضا.

مرض القطاطس la toxoplasmose 

هو نوع من الطفيليات يعيش في الجهاز الهضمي لدى القط و تحديدا في الأمعاء الدقيقة لتخرج منه عند قضاء حاجته في شكل بويضات لا ترى بالعين المجردة  
و تقوم المرأة الحامل بتحليل خاص لهذا المرض في الأشهر الأولى من الحمل و يخشى من الإصابة به على صحة الجنين و ليس الام و يذكر انه في تونس حوالي 60 بالمائة لديهم مناعة ضد هذا المرض و تكون هذه المناعة أثر الإصابة بالمرض في الصغر و لا تنجر عليه أية علامات في معظم الحالات لكن في حالات شاذة ترتفع لدى المريض بعض الحرارة مع ظهور حبوب على جسمه ثم تزول هذه الأعراض بعد بضعة أيام  و لا تصيب هذه الجرثومة هذا الشخص عادة مرة أخرى

لكن في بعض الحالات عند إجراء تحليل la toxoplasmose  للحامل تكون النتيجة سلبية و هو ما يعني ان جسمها لا يعرف هذه الجرثومة و لم يلتقيها من قبل لذلك على الحامل حماية نفسها جيدا لان هذا المرض يتسبب في ظهور  تشوهات لدى الأجنة حيث ينتقل عبر الدم و يتسبب في مشاكل سيئة جدا بالتسبب في ظهور تشوهات على مستوى مخ الجنين منها التكيس و الماء في المخ و التأخر الذهني و مشاكل في العين و فقدان البصر  و قد يطلب الوالدين في هذه الحالة إجهاض الجنين

و لتفادي الوقوع في هذا المشكل على المرأة الحامل عدم الاقتراب من القطط طيلة فترة الحمل مع تجنب لمس التراب أو ارتداء قفازات و  غسل اليدين جيدا أثر لمسه مع تعقيم الخضر و الغلال بوضع بعض قطرات الجافال في مياه غسلها و طهي اللحوم جيدا مع غسل اليدين بالماء و الصابون بصفة متواترة في اليوم و المراقبة الدورية كل شهر لهذه الجرثومة إلى موعد الولادة و عند الإصابة بالمرض يجب اخذ الأدوية اللازمة في شكل مضادات حيوية"antibiotiques "التي تحد من إمكانية تشوه الجنين حيث تصل نسبة إمكانية انتقال العدوى إلى 50 بالمائة لكن بنسبة 50 بالمائة ايضا يمكن أن تنتقل العدوى حينها يقع عبر التحاليل اللازمة التثبت من إمكانية انتقال العدوى للجنين لمراقبة نمو القلب و المخ ... إلى موعد الولادة و تستمر العملية بعدها على امتداد سنة و نصف تقريبا

حصبة الريح rubéole

يجب إجراء التحاليل الخاصة لهذا الفيروس بصفة مبكرة و يكون مصدر قلق إلى حدود الاسبوع 18 اي الشهر الرابع لكن بعد الشهر الخامس لا يمكن أن يصيب الجنين باي اذى

و من أضرار هذا الفيروس أنه يمكن أن يتسبب في تشوهات في المخ و العينين و التهابات حادة في الشبكية تقود إلى فقدان البصرر

أو ان يكون حجم العين صغير جدا نتيجة تشوه خلقي يخلفه المرض  أو تأخر في النمو أو فقدان السمع منذ الولادة

و يوجد تلقيح ضد هذا المرض لكن لا يجب أن يتزامن مع فترة الحمل لما له من تأثيرات سلبية على صحة الحامل لذلك يجب الوقاية حيث يصيب هذا المرض الأطفال في سن الحضانة أو الدراسة و تنجر عنه جملة من العوارض منها ارتفاع درجات الحرارة ظهور حبوب خفيفة على الجلد و الإصابة بعلامات نزلات البرد

و توجد بعض المهن التي تجعل المرأة الحامل أكثر عرضة من غيرها لانتقال العدوى مثل المربيات في المدارس و العاملات في رياض الأطفال لذلك يجب أن تتلقى المرأة التلاقيح اللازمة ضد هذا المرض قبل الحمل و حتى قبل الزواج خاصة و ان الفحص الخاص لهذا المرض من بين الفحوص المطلوبة في شهادة الفحص الطبي قبل الزواج و يمكن القيام بهذا التلقيح مباشرة بعد الولادة و ليس له أي انعكاسات سلبية على الرضاعة.